شبكة قدس الإخبارية

أذرع أمن الاحتلال ومعضلة "عملاء إيران" من الإسرائيليين: الظاهرة تتسع

8hd8n

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: نشـر موقع "والا" العبري تقريرًا كشف فيه عن موجة غير مسبوقة من قضايا التجسس داخل "إسرائيل" منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إذ تمكّن جهاز الأمن العام لدى الاحتلال (الشاباك) والشرطة من إحباط 30 قضية تجسس مرتبطة بالمخابرات الإيرانية، ضُبط فيها عشرات الإسرائيليين الذين جرى تجنيدهم لصالح طهران. وبحسب التقرير، فإن 46 شخصًا يواجهون لوائح اتهام، فيما أُدين بعضهم بالفعل.

التحقيقات أظهرت أن عمليات التجنيد الإيرانية لم تقتصر على فئة أو شريحة بعينها، بل شملت إسرائيليين من خلفيات متباينة: وافدين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، حريديم، جنود في جيش الاحتلال، وحتى مواطن أمريكي. وتتراوح أعمار المتورطين بين 13 و72 عامًا. ووفق التقرير، تدير إيران حملة تجنيد واسعة وذكية عبر الإنترنت، تستهدف نقاط الضعف الفردية والدوافع الشخصية دون تمييز في الدين أو العرق أو الوضع الاجتماعي.

معظم هذه القضايا وقعت أو كُشف عنها منذ يوليو 2024، في ظل التوتر الأمني والتعبئة العسكرية الواسعة. واعتُبر ذلك جزءًا من محاولة إيرانية لاستغلال اللحظة الحساسة للحصول على معلومات عسكرية واستخبارية قد تساعد أذرعها الأمنية في الانتقام من "إسرائيل"، خاصة على خلفية قصف المنشآت النووية الإيرانية.

التقرير أوضح أنّ الإيرانيين اعتمدوا أسلوب "التدرّج" في تكليف العملاء: يبدأ الأمر بمهام تبدو سطحية مثل تصوير شوارع أو حرق زي عسكري، ثم تتطور إلى مهام حساسة مثل تصوير منازل شخصيات عامة أو محاولة جمع سلاح، وصولًا إلى أعمال تمسّ الأمن المباشر وربما محاولات اغتيال.
وفق تقديرات الأذرع الأمنية لدى الاحتلال، فإن "الحرب السرية" مع إيران مستعرة، ومن المتوقع أن تكثّف طهران جهودها لتجنيد مزيد من الإسرائيليين عبر الشبكات الاجتماعية، بهدف تنفيذ مهام داخل "إسرائيل" قد تصل إلى استهداف شخصيات بارزة.

مكتب "الإعلام الوطني الإسرائيلي" أطلق مؤخرًا بالتعاون مع الشاباك حملة توعية لتحذير الجمهور من خطورة أي اتصال مع جهات إيرانية عبر الإنترنت. مسؤول أمني لدى الاحتلال مطلع على الملفات قال: "نحن أمام 30 قضية تجسس أُحبطت، ثلاث منها كُشفت خلال الأسبوع الماضي فقط. الإيرانيون يحاولون يوميًا تجنيد إسرائيليين عبر الإنترنت".

وأضاف المسؤول أن مجرد تصوير شارع في "إسرائيل" قد يساعد الإيرانيين في تنفيذ عملية اغتيال، مشددًا على أن المخابرات الإيرانية لا تستثني أحدًا: من القاصرين المتجولين في الإنترنت إلى الحريديم وجنود الاحتياط وكبار السن. وأوضح أن عملية "الانحدار" في المهام سريعة، وأن ما يبدو مهمة بسيطة يمكن أن يتطور إلى عملية خطيرة للغاية.