شبكة قدس الإخبارية

يوم الأرض.. 40 عاما ولا يزال حماة الأرض يقاومون

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى يوم الأرض، الأرض التي أبت إلا أن تحتضن أبناءها الذين ولدتهم ليكونوا شعلة تضيء لمن بعدهم درب التضحية والفداء، حبا وكرامة للأرض التي عشقوا، ويوصلوا رسالة للمحتل بأن الحق لا يضيع ولو تقادم نهبه.

جاء الثلاثون من آذار قبل 40 عاما، احتجاجاً على سياسة المصادرة وتهويد الأرض وتأكيداً على تشبث شعبنا بهويته الوطنية والقومية وحقه في الدفاع عن وجوده رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت – وما زالت – تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية.

ذكرى المجزرة

أحداث يوم الأرض الفلسطيني تعود لعام 1976 بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية، تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل"، وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام سلطات الاحتلال بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين المحتلة، (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن سلطات الاحتلال قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى الفلسطينية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48.

وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وقد تم إعلان الإضراب العام والشامل في 30 آذار (مارس) احتجاجاً على سياسية المصادر.

وكالعادة، كان رد قوات الاحتلال حينها عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية وأخذت بإطلاق النار عشوائياً فارتقى الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 31 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فارتقى خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

شهداء الأرض

بعد مواجهات عنيفة اجتاحت القرى الفلسطينية، وعمت مدن الداخل المحتل من الشمال حتى الجنوب، وارتقاء 6 من أقمار فلسطين هم، الشهيد خير ياسين، والشهيد خضر خلايلة، والشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد رجا أبو ربا، والشهيد محسن طه، والشهيد رأفت الزهيري، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين، قررت حكومة الاحتلال بزعامة إسحاق رابين، التراجع عن قرار المصادر.

وما يميز الذكرى الأربعين ليوم الأرض اليوم، هو مصادفته مع الانتفاضة التي أشعلها الشبان الفلسطينيون غضبة على أرضهم ومقدساتهم التي يحاول الاحتلال المستوطنون مسها، ولعل هذه الانتفاضة نتاج تراكمي لما قامت به سلطات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة من نهب وسلب للأرض والمكان والإنسان، فتنوعت بتنوع تلك الانتهاكات أشكال المقاومة التي لم تتوقف، ولعل هذه الانتفاضة تكون مرحلة تأسيس لمرحلة كفاحية جديدة، بطابعها الشعبي، الذي كان وما يزال الحاضن الوفي لحركة المقاومة ضد الاحتلال.

ويجمع الكثيرون على أن هذه الانتفاضة كان لها الدور الأكبر في إعادة القضية الوطنية التحررية إلى وضعها الطبيعي، بعد ذلك التراجع الذي نتج عن التطورات والأحداث التدميرية التي يمر بها العديد من بلداننا غير المعزولة عن المخطط الاستعماري الذي يهدف ضمن أهدافه الرئيسية إلى توفير الأمن الدائم لدولة الاحتلال بمحاولة إنهاء مأزقها الاستراتيجي.

ولا تزال تلك المعركة تعلم الأجيال اللاحقة بأن الحق الذي يفدى بالأرواح والأنفس لا بد أن يعود مهما طال أمد الاحتلال، ومنذ ذلك اليوم، لا يزال ركب شهداء المدافعين عن أرضهم ومقدساتهم يسير، الشهيد تلو الشهيد، ليقولوا للمحتل، "إن معركة الأرض لم تنته في 30 آذار عام 1976 بل هي مستمرة.