شبكة قدس الإخبارية

مستوطنون يتوعدون مصور جريمة إعدام الشريف بالقتل حرقا

أحمد يوسف

الخليل - قُدس الإخبارية: سمع عماد أبو شمسية صوت طلقات نارية على الحاجز العسكري المقام قرب منزله فخرج ليوثق بكاميراته ما يجري، لتكون عدسته شاهدة على واحدة من أبشع جرائم جيش الاحتلال خلال الانتفاضة، ويكون عماد بعدها في مرمى تهديد المستوطنين ووعيدهم بالانتقام.

القصة بدأت صباح أمس الخميس عندما التقط أبو شمسية لحظة إجهاز جندي على الشهيد عبدالفتاح الشريف في تل الرميدة، وعن هذه الواقعة يقول أبو شمسية إنه شاهد رمزي القصراوي قد فارق الحياة بعد إصابته بطلقات في الوجه، أما الشريف فكان مصابا في قدميه ومازال حيا، لكن جنديا اقترب منه وأطلق رصاصة على رأسه فارق بعدها الحياة فورا، وهو ما وثقه أبو شمسية وتم تداوله على نطاق واسع.

بعد نحو 16 ساعة من الجريمة؛ وتحديدا عند الواحدة من فجر الجمعة تلقى أبو شمسية اتصالا هاتفيا من رقم "غير معروف" لم يظهر على شاشة هاتفه، فتح الخط ليتلقى سيلا من الشتائم بالعبرية إضافة لتهديد صريح من المتحدث، "سنحرقك كما أحرقنا عائلة دوابشة".

وبعد أقل من أربع ساعات تلقى اتصالا أبو شمسية اتصالا آخر لكنه لم يستجب، غير أن ذلك لم يكن نهاية المطاف، فعند الثالثة والنصف عصرا هاجم مستوطنون منزله الواقع في تل الرميدة مستغلين أن المنزل طابق أرضي وقريب من نقطة عسكرية، فاعتلوا سطح المنزل وكالوا له الشتائم النابية وطالبوه بالخروج من المنزل.

ويوضح أبو شمسية لـ قُدس الإخبارية، أن المستوطنين نادوه باسمه وتحدثوا عن شريط الفيديو الذي صوره، ثم انصرفوا لكن ليس بلا رجعة، فقد عادوا مرة أخرى عند الرابعة والنصف (بعد نحو ساعة واحدة فقط) وكرروا الاعتداء ذاته، فيما بقي عماد داخل منزله متجنبا الخروج تحسبا لمواجهة لن تنفعه فيها شجاعته لكثرة عدد المستوطنين المعتدين.

مواجهة أبو شمسية مع المستوطنين ليست جديدة، كونه يسكن مع عائلته المكونة من خمسة أبناء (3 أولاد وبنتين) في منطقة تل الرميدة التي تعتبر واحدة من أهم المناطق المستهدفة في الخليل، بسبب موقعها الهام وباعتبارها جزءًا من البلدة القديمة التي تواجه تهويدا شرسا منذ عقود.

ومن أهم فصول هذه المواجهة هجوم نفذه المستوطنون على منزل أبو شمسية بالزجاج الحارق "المولوتوف"، وفصل آخر سمموا فيه المياه بالمنزل، لكن المواجهة بلغت أقصى درجات العنف والسخونة هذه المرة بعد تهديده بشكل واضح بالقتل حرقا من قبل من فعلوا ذلك بحق الفتى محمد أبو خضير وعائلة دوابشة والشاهد على جريمة دوابشة.

ويقول أبو شمسية، إن الاستهداف سابقا إن كان بسبب موقع منزله الهام وصموده مع عائلته في وجه التهويد، فإنه هذه المرة يحمل طابعا انتقاميا إجراميا وقد يكون بتخطيط على مستوى عالٍ، بسبب الفضيحة الكبيرة التي سببها الفيديو الذي صوره لدولة الاحتلال على الصعيد الدولي.

ويطالب عماد أبو شمسية السلطة الفلسطينية وكافة الجهات المختصة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بالتدخل فورا وتوفير الحماية له ولعائلته من اعتداءات المستوطنين المتوقعة في أي لحظة.