شبكة قدس الإخبارية

المهرجان الأمريكي لإرضاء "إسرائيل"

آسا ينستانلي

كالعادة؛ أثار مؤتمر الآيباك "اللوبي الصهيوني الداعم للاحتلال" الكثير من الاشمئزاز بعد أن اصطف المرشحون الرئيسيون للانتخابات الرئاسية الأمريكية لإلقاء الخطب، محاولين إثبات كرمهم وإغداقهم على "إسرائيل" أكثر من أي وقت مضى. ممارسين كل صنوف التضليل والكذب.

وكما هو متوقع؛ طغى ترامب على عناوين الأخبار. ومع ذلك تبقى خطة ترامب اعتزالية بشعار "أمريكا أولاً" مع كونه من المتحمسين لمزيد من الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينين.

ترامب لم يتوانى في خطابه عن استخدام كل الأسلحة التي يملكها لمهاجمة الفلسطينيين وما أسماه بالإرهاب الفلسطيني، على الرغم من إصراره على أنه " لم يأت في تلك الليلة لإرضاء اسرائيل" و لكن يبدو أنه قد جاء لإرضاء الجماهير ضد الفلسطينيين.

هاجم ترامب الاتفاق النووي مع إيران، و"الإرهاب الفلسطيني" كما اسماه، وما وصفه أيضا بحملة الأمم المتحدة لصالح الفلسطينيين. بل ذهب إلى استخدام مصطلح "محاربة نزع الشرعية" عن "إسرائيل".

دعا ترامب أيضا إلى نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، وهو ما يعد تغيرا جذريا إذ لا تعترف دول العالم بالقدس كعاصمة لـ"إسرائيل". وانتقد أيضا أوباما واصفا إياه بأنه "أسوأ ما يمكن أن يحدث لإسرائيل"، ما اضطر رئيس الآيباك إلى الدفاع عن أوباما والتذكير بأنه حارب اتهامات ضد "إسرائيل" في حروبها الأخيرة.

ومع ذلك، يبدو أن الآيباك في طريقه لتأييد تيد كروز بدلاً من ترامب، إذ تعتبر المنظمة مواقف ترامب ضعيفة بحق "اسرائيل" في أحسن أحوالها. أما كروز فهو منظر أصولي ومتعصب مسيحي ضد الفلسطينيين، وهذا من شأنه أن يدفع بأسهم كروز لتجاوز ترامب خلال الفترة المقبلة في ترشيحات الجمهوريين.

كروز سبق له أن قال في إحدى خاطاباته ان فلسطين لم تكن موجودة قبل 1948، والأسوأ من ذلك أن كروز تفاخر بالنكبة وتهجير الفلسطينيين، وتفاخر بحقيقة أن "إسرائيل" محت فلسطين من على الخارطة مصراً على أن استخدام كلمة فلسطين أمر سلبي.

على الجانب الآخر، يمكن اعتبار هيلاري كلنتون، المرشحة في سباق الترشح الديمقراطي الأكثر محاباةً للوبي الصهيوني في أمريكا وهي المعروفة بعلاقاتها الايجابية مع اللوبي هناك. أظهرت كلمتها هناك الكثير من التحيز والكراهية للفلسطينيين وإيران وحملة المقاطعة أيضا. مشيرة إلى أن أي حملة تستهدف مقاطعة "اسرائيل" هي مماثلة "لمعاداة السامية".

وحتى بيرني ساندرز، المرشح الاشتراكي الديمقراطي، لا يبدو أفضل بكثير من غيره الآن. فقد حاول ارضاء من يصطف بجانب "إسرائيل" مع أنه لم يثر الكثير من الضوضاء حول "ارضاء من يريد السلام على كلا الجانبين" وخطابه الذي كان منحازاً بشدة لـ"إسرائيل".

لحسن الحظ هناك الكثير من الذين يتساءلون عن الرواية الأصلية ويتحدون رواية آيباك الخبيثة ويحاولون الآن تفكيك الآيباك واللوبيات المؤيدة لـ"إسرائيل"، وهو ما يعد خطوة بالاتجاه الصحيح لتحرير فلسطين.

المصدر: ميدل ايست مونيتور - ترجمة: هيثم فيضي