الخليل – قُدس الإخبارية: سارع زعماء دولة الاحتلال إلى الالتفاف على جريمة نفذها جندي إسرائيلي عندما أجهز على الشاب عبدالفتاح الشريف في تل الرميدة بالخليل اليوم الخميس، في الوقت الذي دعت فيه منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في جريمة الجندي وكذلك تجاهل الطاقم الطبي للمصابين عبدالفتاح ورمزي القصراوي وعدم تقديم العلاج لهما.
الجريمة وقعت صباح اليوم عندما أقدم أحد الشهيدين على طعن الجندي في كتفه الأيسر، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص عليهما وتركوهما ينزفان، في جريمة ليست الأولى ولا العاشرة من نوعها خلال هذه الانتفاضة، حيث أكد شهود عيان ونشطاء في حالات كثيرة ترك المصابين من الفلسطينيين دون علاج، بعد أطلاق النار عليهم في أغلب الحالات رغم أنهم لم يشكلوا خطرا في تلك اللحظات.
لكن ما تم توثيقه بالكاميرا هذه المرة هو إطلاق جندي الرصاص على الشاب عبدالفتاح بعد سقوطه أرضا، ودون أن يشكل أي خطر على أي أحد، وبعد 15 دقيقة من إطلاق الرصاص عليه لأول مرة حسب رواية مصور الفيديو.
وزعم جيش الاحتلال بأنه علق خدمة الجندي، لكن منظمة العفو الدولية اعتبرت ذلك غير كافٍ وطالبت بتحقيق فوري وشامل معه ومع الجنود الذين تواجدوا في الموقع، لتقديم المسؤول عن الجريمة إلى العدالة وفق معايير القانون الدولي.
وطالبت المنظمة ايضا بالتحقيق في سلوك الطاقم الطبي الذي تواجد في المكان ولم يقم باسعاف شريف رغما انه كان مستلقيا على الارض وفاقدا لوعيه.
لكن وكما جرت العادة سعى زعماء الاحتلال إلى استخدام ذات الأسلوب الذي استخدموه سابقا في جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة مثلا، وفي التعامل مع جرائم أخرى، فادعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن ما حدث "لا يعبر عن أخلاقيات الجيش الإسرائيلي"، مضيفا، "الجيش يتوقع من جنوده ان تصرفوا بهدوء ووفقا لنظم اطلاق النار"، وفق قوله.
واتخذ زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ رئيس "المعسكر الصهيوني" موقفا مشابها من موقف نتنياهو، فدعا للتحقيق في ما وصفها بـ"الحادثة الخطيرة التي يتواجد عليها علم أسود"، زاعما أن "نقاء السلاح من أهم أسس الجيش الإسرائيلي".
من جانبه، تبنى أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" موقفا أكثر وضحا في التطرف، فكان أقل حدة في وصف الجريمة عندما قال، "ربما يكون الجندي قد تصرف بصورة صحيحة أو أخطأ حين أطلق النار على الشاب"، ثم برر بوضوح الجريمة قائلا، "لكن ما هو واضح لدي أن الهجوم على الجندي نفاق وليس في مكانه، حيث من الأفضل أن يبقى لنا جندي على قيد الحياة بالرغم من أنه أخطأ على أن يتردد ويقوم المخرب بمهاجمته".
واللافت في تصريح ليبرمان أنه زعم بأن عبد الفتاح قد يقوم بمهاجمته في حال تردد، رغم أن عبد الفتاح كان مصابا بعدة رصاصات منذ نحو ربع ساعة وهو قريب من لفظ أنفاسه الأخيرة، وقد كان تبرير الجندي لجريمته قريبا من مزاعم ليبرمان عندما قال إنه رأى الشهيد تحرك فأطلق عليه الرصاص خوفا من أن يحاول إلقاء عبوة ناسفة بحوزته، ما يطرح كذلك سؤالا عن العبوة الناسفة المزعومة بعد كل هذا الوقت من إطلاق الرصاص على عبد الفتاح وصديقه.
وبالعودة لتعقيب منظمة العفو الدولية على الجريمة، فقد أكدت المنظمة أن أجهزة التحقيق الإسرائيلية توفر منذ فترة طويلة مظلة لحماية قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية المتورطين في قتل فلسطينين واعدامهم خارج نطاق القضاء.
واضافت المنظمة أنه يجب وضع حد لثقافة الافلات من العقوبة التي تتميز بها قوات الجيش والشرطة، ويجب اجراء تحقيق حقيقي ومستقل لجميع المشتبه بهم في القتل غير القانوني الذي يضاف الى سلسلة حوادث قتل وعنف خلال احداث مشابهة.