رام الله – قُدس الإخبارية: 12 عاما على غياب الأب القسري خلف سجون الاحتلال، التحق بعدها الابن الطفل به لكن دون أن يُكتب لهما عناقا حارا ولو خلف القضبان.
مؤيد حماد من بلدة سلواد شرق رام الله اعتقل عام 2004، كان حينها عمر طفله حمزة (3 أعوام) فقط، ثم حكمت سلطات الاحتلال على الأب بالسجن لـ 7 مؤبدات، وبتاريخ 28/شباط الماضي اعتقلت قوات الاحتلال حمزة الذي بلغ (15 عاما) وحولته إلى الاعتقال الإداري لستة أشهر، ليكون حمزة أصغر أسير إداري في سجون الاحتلال.
وحصلت شبكة قدس الإخبارية على رسالة كاملة كتبها الأب لطفله الأسير حمزة وحاول نشرها عبر وسائل الإعلام، أملا منه بأن تصل بطريقة أو أخرى لنجله خلف القضبان، لتثبته في سجنه وتقوي عزيمته.
وفيما يلي النص الحرفي لرسالة الأب لطفله:
يا بني
هي فلسطين العظيمة تتقزم أمامها كل التضحيات فلا سنّي العمر التي في السجن تفنى، ولا ركام البيت الذي آوانا فأصبح أحجارا وغبار، ولا حتى الأشلاء التي صارت ركام
لأنها فلسطين العظيمة قديمة وجديدة تصغر أمامها كل التضحيات، فلا نقول قدمنا و ضحينا أو فدينا، بل عكس ذلك تمام، فهي التي تقدم لنا وتضحي وترفعنا كهامات شامخة، وتمنحنا الوجود.
يا بني
هي ضريبة الأوطان يدفعها كل حر أبيّ، يأبي الذل والهوان، ضريبة باهضة لكنها حين تقدم لفلسطين تصير سهلة خفيفة هينة.
لا تبتئس ولدي الصغير إن قطفت طفولتك على عتبة الخامسة عشر، ولا تستهجن أن تلقي بك أجهزة المخابرات الفلسطينية خارج مقاعد الدراسة، بعد أن نسقت مع المحتل عملية الاعتقال.
ولدي ... لا تستهجن أن تفتح عيونك في غسق الليل البهيم، تتلقفك أيدي جنود حاقدين، طفولتك لا تستنجد أبا، فقد علمت أن بسلاسلك الأسر تكبله منذ سنين، ولا تستنجد أما فقد علمت ضعفها أمام سلاح المجرمين.
يا بني
انت لم تستنجد إلا شجاعة استوحيتها من بدر ومؤتة وحطين، وكأن رسول الله مبتسما بك فخورا رأى فيك شبلا ترتجف لشجاعتك أيدي جنود مدججين.
وكأن أبا بكر يمسك لحيته متعجبا من بسالة أشبال فلسطين، والفاروق عمر يصرخ الله أكبر هذا سيفي أهديه لكم يا أطفال فلسطين، والشيخ الكبير عثمان يهمس في أذنيك أنت فارس فاركب خيل علي أو إن شئت فاركب خيل صلاح الدين.
يا بني
خافوا طفولتك فجندوا لك حملتين في ليل دامس، فترجلت من طفولتك الرجولة، وتقزمت من عنجهيتهم طفولة.
فتخبطوا وتشتتوا، وبتخبطهم صرت أصغر أسير إداري في تاريخ وطننا فلسطين.
والدك الأسير المشتاق
مؤيد حماد