فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: تصادف اليوم الاثنين، الذكرى الـ48 لمعركة الكرامة، التي التحمت بها دماء الشعبين الفلسطيني والأردني، لتسطر أول انتصار عربي على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد تسعة أشهر على هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران عام 1967.
معركة الكرامة، المعركة التي حققت فيها الجيوش العربية نصرا مؤزرا على جيش الاحتلال، وشكلت فيها صورة التلاحم العربي لتكسر مقولة "الجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم".
ووقعت معركة الكرامة في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي القضاء على الثوار وقوات العاصفه التابعه لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح واحتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها قوات الاحتلال استراتيجية.
ومعركة الكرامة كانت أول عملية واسعة النطاق يقودها رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد الجنرال حاييم بارليف (صاحب خط بارليف على الجبهة المصرية)، كما كانت المعركة الأولى التي يعبر فيها جيش الاحتلال نهر الأردن إلى الضفة الشرقية
جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من نهر الأردن.
وازداد التوتر في مطلع سنة 1968 حيث صدرت عدة تصريحات رسمية عن قادة الاحتلال تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينين عبر النهر فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب، وبناءا عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 بين جسر الملك حسين وجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.
وتمهيدا للهجوم الواسع قامت قوات الاحتلال بهجمات عديدة ومركزة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار 1968.
بداية المعركة
بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 مارس 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، وقد شن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن. جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية
قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت هجوماً واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الأردن، في منطقة امتدت من جسر دامية شمالا حتى جنوب البحر الميت بطول 50كم وعمق 10كم، بهدف القضاء على مواقع المقاتلين الفلسطينيين في الكرامة وجنوب البحر الميت.
وقد حشدت قوات الاحتلال لذلك أربعة ألوية وخمس كتائب مدفعية ووحدات هندسة وأربعة أسراب نفاثة وعدداً من طائرات الهليوكوبتر، وقد بلغ قوام هذه المجموعات 15 ألف جندي، وقد تحركت هذه القوات صباح يوم 21-3-1968، على أربعة محاور، محور العارضة ومحمود وادي شعيب ومحور سويمة ومحور الصافي.
أما بالنسبة لقوات المقاومة الفلسطينية التي كانت تتوقع ذلك الهجوم، فقد جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام وفقا لمبادئ قتال حرب التحرير الشعبية (قسم في الكرامة وقسم على شكل كمائن في الطريق المتوقع أن يسلكه العدو، وقسم في المرتفعات المشرفة على الكرامة ليكون دعما واحتياطا)، وقد كان قرار الصمود الواعي، الذي اتخذته القيادة الفلسطينية، قد هدف أساسا إلى:
- رفع معنويات الجماهير الفلسطينية والعربية بعد نكسة 1967.
- تحطيم معنويات العدو وأسطورة الجيش الذي لا يقهر.
- تحقيق الالتحام بين الثوار والجماهير والجيش الأردني. – اختبار ثقة المقاتلين بأنفسهم في معارك المواجهة المباشرة مع العدو.
انسحاب القوات الإسرائيلية
استغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها جيش الاحتلال في التراجع، حيث أنه وبعد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه بالمعركة، صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب حوالي الساعة 15:00 بعد أن رفض الملك حسين الذي أشرف بنفسه على المعركة، وقف إطلاق النار رغم كل الضغوطات الدولية.
خسائر الطرفين
بلغ عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال أكثر من 250 جنديا، في حين أصيب 450 جنديا بجراح، وتم تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن .
في حين استشهد من القوات المسلحة الأردنية والفلسطينية 86 مقاتلا، وأصيب 108 آخرين، وتم تدمير 13 دبابة و39 آلية مختلفة.
أما عن نتائج المعركة فقد انتهت المعركة وفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أي من الأهداف التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها وعلى جميع المقتربات وأثبت العسكري الأردني قدرته على تجاوز الأزمات السياسية، وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر.
وقد أثبتت الوثائق التي تركها قادة الاحتلال في ساحة القتال أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء فيها.
كما وجسدت المعركة الإعداد المعنوي للجيش العربي، خاصة أن جميع أفراده كانوا تواقين لمسح سمة الهزيمة في حرب 1967 التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال فيها.
شفا