الخليل- قُدس الإخبارية: كل ما تعرفه العائلة أن ابنها كان عائدا إلى المنزل من عمله لكن تم قنصه على الطريق، فيما يقول الاحتلال إنه أراد تنفيذ عملية عند دوار "عتصيون" شمال الخليل، أما ما يمكن تأكيده أن محمود محمد أبو فنونة (21 عاما) ترك ينزف حتى فارق الحياة، دون أن يسعى جنود الاحتلال لمنع استشهاده بعد إطلاق الرصاص عليه.
عصر اليوم الجمعة، أطلق جنود الاحتلال عدة رصاصات على الشاب محمد عند دوار "عتصيون" فأصابوه بجروح خطيرة، بعد وقت قصير تم الإعلان عن استشهاده، فيما سعت قوات الاحتلال لتغطية جريمتها فاعتقلت الصحفي هشام أبو شقرة الذي تواجد في الموقع عندما حاول تصوير ما يحدث، ثم أفرجت عنه بعد ساعات وصادرت معداته.
الشهيد محمود كما تقول عائلته لـ قُدس الإخبارية، يعمل في شركة بمدينة بيت لحم ولديه سيارة خاصة يستخدمها في عمله، وكان قد توجه لدوامه اليوم بشكل طبيعي، مضيفة أنه أُعدم في طريق عودته إلى المنزل بدم بارد.
رواية الإعدام بدم بارد هذه يؤكدها مقطع فيديو تداوله نشطاء نقلا عن مصادر إسرائيلية، يظهر الشهيد مطروحا أرضا مضرجا بدمائه ويتحرك محاولا التقاط أنفاسه، فيما الجنود يطوقون المنطقة وأحدهم يتجول بالقرب منه دون أن يحاول أحد تقديم العلاج له، وقد بقي على هذا الحال حتى فارق الحياة بعد وقت غير طويل.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي الشهيد مؤكدة أنه ابن الأسير محمد أحمد أبو فنونة، أحد قيادات الحركة في محافظة الخليل، وهو قيد الاعتقال الإداري.
وتعرض الشيخ محمد أبو فنونة للاعتقال عدة مرات سابقا، وآخر اعتقالاته كانت قبل نحو عام تقريبا ومنذ ذلك الحين تم تجديد اعتقاله الإداري عدة مرات، وهو يقبع الآن في سجن "عوفر" المقام غرب رام الله، علما أن الشهيد محمود هو أصغر أبنائه الثلاثة.
وتسلمت عائلة الشهيد جثمان نجلها بعد ساعات من إعدامه وتوجهت به إلى المستشفى الأهلي في الخليل، وقد أظهرت المعاينة الأولية للجثمان أن الشهيد أصيب بعدة رصاصات في مختلف أنحاء جسده، وسيتم تشييع جثمانه غدا السبت في ظل الغياب القسري لوالده الذي لن يستطيع إلقاء نظرة الوداع عليه.
وباستشهاد محمود ارتفع عدد شهداء الانتفاضة منذ اندلاع خلال تشرين أول/2015 إلى 206 شهداء، بينهم 125 شهيدا أعدموا على خلفية تنفيذ عمليات طعن أو دهس أو ادعاء الاحتلال بذلك، فيما ارتفع عدد شهداء محافظة الخليل إلى 58 شهيدا.