القدس المحتلة – قدس الإخبارية: اتهمت عائلات الشهداء المقدسيين المحتجزين لدى الاحتلال للشهر السادس على التوالي سلطات الاحتلال بمعاملتهم كحقل تجارب لإجراءاتها التعسفية والعقوبات الجماعية والتي لم تقتصر فقط على احتجاز الجثامين بل هدم البيوت والتلويح بالإبعاد عن مسقط الرأس والملاحقات اليومية المعروفة.
وقال ذوو الشهداء في بيان لهم اليوم: "إنه ومنذ خمسة أشهر وبضع أيام وتحديدا منذ بداية الانتفاضة المباركة، وأمهات الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال، لا يعرفن الراحة أو الهدوء، تعب في النهار ووحشة في الليل بانتظار ما يعتبر أول وأهم وأبسط الحقوق الانسانية، وهو توديع ، وربما تقبيل أبنائهن الشهداء، ودفنهم في تراب الوطن، ربما بعد تكفين إن أمكن ذلك أو صلاة إذا سمح الاحتلال".
وأضاف ذوو الشهداء أنه "ومنذ استشهاد أبنائهم والاحتلال يمارس الضغط النفسي والتعذيب اليومي للأمهات والآباء والأبناء والأجداد، الكل ينتظر، البيت ينتظر، القدس تنتظر ودفء الأرض ينتظر، والاحتلال لا يأبه لكل هذا الانتظار بل يعتبره تعذيبا فوق تعذيب".
وذكر البيان أن ذوي الشهداء حاولوا كل ما بوسعهم، واستخدموا كل الوسائل المتاحة، وأجروا اتصالات مع أعلى المستويات السياسية والشعبية، وشاركوا بالحملة الشعبية لاستعادة الجثامين بكل الفعاليات الشعبية والإعلامية والسياسية الممكنة، دون تمكنهم من تحقيق النتيجة المرجوة.
وأكد ذوو الشهداء على "أن كل هذه الإجراءات وفي مقدمتها احتجاز جثامين شهدائنا الأبرار تعتبر مخالفة صارخة لكل القيم والأعراف والمواثيق الاتفاقيات الدولية، وإمعانا من الاحتلال في تنفيذ العقوبات الجماعية التي لم تحقق له أية فائدة فيما يسميه (الحرب ضد الانتفاضة)".
كما وأكد ذوو الشهداء على أنهم لن يتنازل عن حقهم في مواصلة الكفاح من أجل دفن أبنائهم وفق المعايير الإنسانية والشريعة الإسلامية والمسيحية.
وأعلن ذوو الشهداء مواصلة المطالبة بالإفراج الفوري عن كامل الجثامين المحتجزة فورا وبدون أي تأخير وبشروط مناسبة لثقافتنا وديننا الحنيف، ورفضهم التام لكل محاولات الابتزاز والاستفراد بذوي الشهداء المقدسيين وفرض شروط مهينة وغير إنسانية، ورفضهم الكامل لاستلام جثامين أبنائهم الشهداء وهم في وضع لا يسمح بدفنه بسبب طبقة الصقيع التي تحيط بالجثمان.
وأكد ذوو الشهداء على عزمهم التوجه إلى محكمة العدل العليا في قضية التأخير في تسليم الجثامين والشروط المفروضة على الرغم من مخاطر ونتائج هذا الخيار.
ودعا ذوو الشهداء قيادة السلطة الفلسطينية لمواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشتى الوسائل المتاحة لها، والتوجه إلى المؤسسات والجهات الدولية لطرح هذا الملف وفضح سلطات الاحتلال باعتبارها تخالف القانون الدولي الإنساني باحتجاز الجثامين، والدعوة لتشكيل طاقم قانوني فلسطيني متخصص لإعداد ملفات بهذا الخصوص وتقديمها الى محكمة الجنايات والمحاكم الدولية.
كما ودعا ذوو الشهداء وسائل الإعلام إلى اعتبار قضية الجثامين قضية إنسانية يجب أن تحتل مساحة معقولة في كل تغطية إعلامية، مطالبين المجتمع المقدسي والفلسطيني عموما بالالتفاف حول ذوي الشهداء والحملة الشعبية في معركتنا الإنسانية لاستعادة جثامين الشهداء المحتجزة.