شبكة قدس الإخبارية

38 عامًا على إحدى أساطير الكفاح المسلح

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: تتصادف هذه الأيام الـ 38 لعملية “كمال عدوان”، التي قادتها الشهيدة دلال المغربي و12 فدائيًا، بتخطيط الشهيد خليل الوزير أبو جهاد.

والشهيدة دلال المغربي أول فدائية خاضت معركة مواجهة مع الاحتلال، بعد أن اختطفت ومجموعتها الفدائية “دير ياسين”، حافلةً كانت متوجهةً من حيفا إلى “تل أبيب” وهي تقلُّ جنودًا صهاينة اقتادوهم رهائن.

ولدت دلال عام 1958 في أحد مخيمات الفلسطينيين في بيروت، وهي ابنة لعائلة من مدينة يافا لجأت الى لبنان عقب نكبة عام 1948، وتلقت دلال تعليمها الابتدائي والإعدادي في المدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية في المخيم.

قررت المغربي الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية والعمل في صفوف الفدائيين في حركة فتح وهي على مقاعد الدراسة، حيث تلقت العديد من الدورات العسكرية ودروس في حرب العصابات، تدربت خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة، وعرفت خلال اجتيازها هذه الدورات بجرأتها وشجاعتها وحسها والوطني الرفيع وإخلاصها لفلسطين.

وكان اغتيال القادة الثلاثة “كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار” على أيدي قوات الاحتلال عام 1973 أثره على دلال، وما تتعرض له المخيمات الفلسطينية من عدوان مستمر ومقيت، ترك في داخلها شعورا بالمرارة إضافة إلى البؤس الذي كانت تعيشه أسرتها في المخيمات، نتيجة هجرتهم القسرية، دفعها للإتيان بأمر تطفئ معه غليلها.

وضع الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد)، الخطة لفرقة ” دير ياسين”، التي تتضمن عملية إنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه الى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست، كانت دلال التي كانت في العشرين من عمرها، أول المشاركين الراغبين في تنفيذها.

وقع الاختيار عليها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين، وقد عرفت العملية بعملية كمال عدوان، والفرقة باسم دير ياسين.

في صباح 11/3/1978، ركبت مجموعة من دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني، ثم استقلت المجموعة زورقًا بدائياً نحو شاطئ جنوب حيفا، وعند الوصول تمكنوا من ايقاف حافلة كبيرة بلغ عدد ركابها 30 راكبًا إسرائيليًا واجبروها على التوجه نحو تل أبيب، وفى أثناء ذلك استطاعت المجموعة السيطرة على حافلة أخرى، وتم نقل ركابها إلى الحافلة الأولى، وتم احتجازهم كرهائن وعدد 6 سيارات صغيرة أخرى، ليصل العدد إلى 68 رهينة.

ركبت المجموعة حافلة متجهة من حيفا إلى “تل أبيب” وحولته إلى عاصمة مؤقتة لدولة فلسطين، رافعة العلم الأبيض والأخضر والأحمر والأسود على مقدمة الحافلة، وهتفت دلال ورفاقها واحتفلوا كما يفعل طلاب المدارس في الرحلات المدرسية.

وحين طوقتهم قوات الاحتلال ولاحقتهم طائرات الهيلوكبتر، وأرادت أن تستولي بقوة السلاح على الباص فجروه وانفجروا معه.

دمر الاحتلال الحافلة بمن فيها وتكبد العدو باعترافه 42 قتيلاً و 85 جريحًا غير حافلتين و 6 سيارات تاكسي وعربة جيب عسكرية، واستشهد على أثر ذلك 11 بطلاً منهم دلال المغربي، وجرح أثنان تم أسرهم.

وكانت الشهيدة دلال المغربي كتبت في وصيتها بخط يدها قبل البدء بالعملية، “سيعلم العدو الصهيوني من هي الفتاة الفلسطينية، وستوصل صورتي كل منزل وسيعجب بها كل طفل وشاب ورجل امرأة”.