شبكة قدس الإخبارية

المناضلة منى قعدان حرة.. فرح يطوقه ألم

هيئة التحرير

جنين - قُدس الإخبارية: بعد ثلاثة أعوام ونصف استعادت المناضلة منى قعدان حريتها إثر قرار من قضاء الاحتلال بتخفيض حكم الاعتقال الصادر بحقها، لتصل بلدتها عرابة قضاء جنين حاملة رسالة جعلت فرحتها باستعادة حريتها مقيدة.

واعتقلت قوات الاحتلال منى خلال تشرين ثاني/2012 وأصدرت محكمة حكما بسجنها لـ 70 شهرا إضافة لإلزامها أو عائلتها بدفع غرامة مالية بقيمة 30 ألف شيكل، قبل أن تصدر أمس محكمة استئناف أمس قرارا بتخفيض الحكم إلى 40 شهرا، ليتم الإفراج عنها وتصل بلدتها عند السادسة مساء.

وخلال فترة اعتقالها خاضت منى إضرابا مفتوحا عن الطعام تضامنا مع شقيقها الأسير طارق حتى تم الإفراج عنه، وقد بقيت آثار هذا الإضراب في صحة منى لكن بشكل محدود كما يقول شقيقها محمود، مبينا أن منى مصابة بالقرحة وآلام في المفاصل وغباش في الرؤيا، نتيجة الإضراب وظروف الاعتقال المأساوية.

ويقول القيادي بالجهاد الإسلامي والأسير المحرر خضر عدنان، إن منى قعدان وعطاف عليان كانتا الملهمتان له في إضرابه، حيث خاضتا إضرابين استطاعتا من خلالهما استعادة حريتهما وليس تحسين الظروف الاعتقالية كما جرت العادة.

فالإضراب التضامني الذي خاضته منى مع شقيقها لم يكن الأول لها، بل سبق لها قبل سنوات أن خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام خلال فترة التحقيق، انتهى بإفراج الاحتلال عنها، ليتعلم عدنان من ذلك كما يقول حقيقة أنه بالإمكان الإضراب حتى نيل الحرية.

201357126

لكن احتفال منى قعدان باستعداتها حريتها لم يكن كاملا، فالمحررة لم تستطع إلا أن تستذكر أسيرات جريحات وقاصرات وأمهات تركتهن خلفها في سجون الاحتلال، يعانين ظروفا اعتقالية شديدة الصعوبة، وعلى رأسهن الأسيرة لينا الجربوني من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أصبحت عميدة للأسيرات وأما لهن بل وممرضة وأخصائية نفسية أيضا.

وتدعو منى للتحرك بشكل عاجل وعلى أوسع نطاق من أجل نصرة قضية الأسيرات، وتحديدا الجربوني التي عطل الاحتلال تحريرها من سجونه إثر صفقة وفاء الأحرار مع المقاومة، بعد خدعة لعبها عند إبرام الصفقة استطاع من خلالها الإبقاء على الأسيرة الجربوني في الاعتقال بزعم أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية كونها من فلسطينيي الأراضي المحتلة.

ويعلق القيادي عدنان بأن الأسيرات في سجون الاحتلال وعلى رأسهن لينا الجربوني يمثلن جرحا غائرا في نفوس وصدور الفلسطينيين، "خاصة أنهن بين يدي سجان مجرم لا يقيم حرمة لشيء"، متسائلا "هل نطلب من الجريحات والقاصرات أن يخضن إضرابات عن الطعام حتى نتحرك من أجلهن أو نطالب بتحريرهن؟!".

وأشار عدنان إلى الخدعة الإسرائيلية خلال صفقة وفاء الأحرار بشأن الأسيرة الجربوني، داعيا إلى الحذر في كل المرات من تكرار مثل هذا الخطأ، ولضرورة التحرك من أجل إنقاذ الجربوني وتحريرها كونها مناضلة كبيرة وأسيرة لسنوات طويلة، وتابع، "يجب أن يكون لنا خارج السجون موقف".

يذكر أن منى قعدان هي خطيبة الأسير المحكوم بالسجن المؤبد إبراهيم غبارية، وقد كانت قبل اعتقالها ممنوعة من زيارته، كما هدد الاحتلال الأسير إبراهيم باعتقال منى في حال طالب بالسماح لها بزياته.