شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تلاحق محمد مطر في غزة وألمانيا وفيسبوك!

أحمد يوسف

برلين – خاص قُدس الإخبارية: تحول موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وكذلك مدينة برلين الألمانية لساحة ملاحقة إلكترونية وإعلامية وحتى ميدانية فردية ومنظمة للصحفي الفلسطيني محمد مطر من قطاع غزة، بعد أن اختار محمد الموقع العالمي ليكون الظرف البريدي الذي يحمل رسائله إلى العالم حول فلسطين والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

قبل أربع سنوات شارك محمد في تنظيم فعاليات 15/آذار المطالبة بإنهاء الانقسام، ليتعرض إثر ذلك لملاحقات وتضييقات من قبل حكومة حماس في قطاع غزة آنذاك انتهت باعتقاله، قبل أن يغادر القطاع إلى مصر ويستقر فيها لستة أشهر، ويسافر منها إلى ألمانيا لإتمام دراسته.

وخلال السنوات الماضية زار محمد القطاع عدة مرات تعرض خلالها جميعا للتحقيق من قبل أجهزة الأمن بغزة، وقد كانت آخر زياراته للقطاع إبان عدوان صيف/2014، حيث شارك محمد في تغطية العدوان لعدة فضائيات أوروبية، ليذيع صيته في أوروبا ويصبح معروفا بين الأوروبيين.

السهام باتجاه الاحتلال

يدرس محمد العلوم السياسية بجامعة ألمانية باحثا عن شهادة ماجستير في هذا التخصص، وإلى جانب يمارس عمله كصحفي، وينشط على موقع فيسبوك في فضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مستخدما الصور والفيديوهات ومستفيدا من لغته الإنجليزية، في محاولة لإبراز ما خفي دون قصد أو تم إخفاؤه عمدا عن الأوروبيين من حقائق حول ما يجري في فلسطين.

لكن هذه النشاطات لم تعبر من مواقع التواصل بسهولة، فمحمد تعرض طوال الأشهر الماضية لمضايقات وتهديدات، كانت جميعها عبر فيسبوك باستثناء واحد كان وجها لوجه، وذلك خلال مسيرة مناصرة للقضية الفلسطينية تزامنت معها مسيرة معادية لها ومؤيدة لـ "إسرائيل".

ويوضح محمد لـ قُدس الإخبارية، أنه اضطر للعبور بين المؤيدين لـ"إسرائيل" للوصول إلى المسيرة المناصرة لفلسطين، وخلال ذلك عرفه أحد المشاركين بالمسيرة عليه وقال لأصدقائه، "هذا محمد مطر الغزاوي"، ليتعرض لسيل من الشتائم كان منها اتهامه بأنه "إرهابي" و"معادٍ للسامية"، إضافة لدفعه جسديا، مضيفا، "الأمور لم تتطور لأن ألمانيا هي إسرائيل رقم 2 ولأنهم يحتاجون للدعم الألماني".

ويقلل محمد من أهمية التهديدات التي تصله عبر فيسبوك واصفا إياها بـ"الحكي الفاضي"، باستثناء رسالة تهديد وجهتها له مجندة إسرائيلية شرحت فيها عنوان سكن عائلته بشكل دقيق وهددته بأن والدته ستقتل في العدوان القادم على قطاع غزة.

فيسبوك يرفض بلاغات الاسرائيليين

استهتار محمد بالتهديدات الإسرائيلية ومواصلته كشف جرائم الاحتلال دفع الأمور باتجاه تحريض على مستوى أكبر، تمثل في توجيه بلاغات لموقع فيسبوك ضد الحساب الشخصي لمحمد، بهدف دفع الموقع لإغلاق حساب محمد الموثق بالعلامة الزرقاء منذ عام تقريبا، لكن فشل هذه المحاولات دفعت باتجاه تحريض إعلامي صريح دشنه موقع "واللا" اليوم الخميس.

ويزعم الموقع أن محمد مطر "يبث أبشع أنواع الدعاية المضادة لإسرائيل" في حسابه الذي يتابعه أكثر من 64 ألف معجب، وينشر عبر حسابه كما كبيرا "من المواد التحريضية والفيديوهات الملفقة والتعليقات المعادية للسامية"، حسب تعبير الموقع.

ويدعي الموقع أن منشورات محمد تتناقض مع أنظمة النشر المعمول بها في فيسبوك، ويقول إن محمد كتب منشورا قال فيه، "إسرائيل لا تملك الحق في الوجود"، وقال في آخر، "جميع مواطني إسرائيل مجرمو حرب وقتلة أطفال"، كما نشر صورة كتب عليها، "النازيون لا يزالون هنا".

وينوه الموقع إلى أن فيسبوك منع محمد بتاريخ 12/كانون أول/2015 من النشر على حسابه نتيجة البلاغات المقدمة ضده، لكنه أتاح له النشر مجددا بعد أسبوع من ذلك، فيما يجيب الموقع العالمي على رسائل الإسرائيليين قائلا، "لا يمكن حظر هذا الحساب في هذه المرحلة، لا يزال بإمكانك إرسال ما ترى أنه انتهاك لقواعد النشر عبر هذه الصفحة" .. "إن هذا الحساب لا ينتهك القواعد وبالتالي لا يوجد مبرر لحظره".

12790203_944146889015008_789783531_o

10307000_944146795681684_1762900543_n

ويعلق محمد مطر بأنه يسعى من خلال منشوراته على فيسبوك أو التقارير الصحافية التي يعدها للمحافظة على صورة الفلسطيني، مؤكدا أنه لا يتحدث عن اليهود بشكل سلبي لوجود آلاف اليهود المناصرين للقضية الفلسطينية، لكنه يفرق بين الصهيوني واليهودي، ويسعى دائما لتكذيب الدعايات الصهيونية ضد الفلسطينيين وإظهار الفلسطيني بأنه إنسان مثقف ومحب للحياة.

وبالمرور على منشورات محمد في حسابه الشخصي يشاهد المتابع تعليقات مسيئة للفلسطينيين وللدين الإسلامي وللنبي محمد عليه السلام، تستخدم في كثير من الأحيان "الخنازير" لتشبيه الفلسطينيين والعرب والمسلمين بها وتحقيرهم.