القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: "24 ساعة سوداء ودامية وصعبة"، هكذا وصف الاحتلال باختصار مامر به منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء، بعد أن وجه مجموعة من الفدائيين عدة ضربات في قلبه وخاصرته، ما أثار حالة من الرعب ظهرت في خلو شوارع القدس من المستوطنين أمس، وامتدت لتظهر بوضوح في تصريحات وأحاديث الإسرائيليين.
وتحدث موقع "سيروجيم" الذي يديره مستوطنون عن أن شخصيات في حزب "الليكود" الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو لم يكشف الموقع هويتها، دعت بشكل جدي إلى إقالة وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون الذي ينتمي للحزب ذاته، وذلك على خلفية تجدد عمليات المقاومة على نحو أقوى من السابق، معتبرة أن يعلون يتحمل مسؤولية الفشل في التصدي للانتفاضة طوال الأشهر الماضية.
وتعتبر عمليات أمس الثلاثاء نوعية وصادمة بالنسبة للاحتلال، فإحداها وقعت في مدينة يافا في قلب دولة الاحتلال وأسقطت قتيلا إضافة لـ 10 مصابين بينهم عدد من الحالات الخطيرة، وقد فعل ذلك فدائي واحد فقط قدم من الضفة الغربية ليتنقل بجرأة وحرية في شوارع يافا وطعن من كان يقابلهم.
أما العملية الثانية فقد وقعت في القدس وشهدت استخدام سلاح ناري وأدت لإصابة عنصرين في شرطة الاحتلال أحدهما حالته خطيرة، فيما نفذ العملية الثالثة طالب في الثانوية العامة قرب "تل أبيب"، لا يعلم الاحتلال كيف تسلل من سلفيت في الضفة إلى "بتاح تكفا" قرب "تل أبيب"، كما لا يعلم أيضا كيف تسلل فدائي يافا من قلقيلية رغم الحواجز والجدار الفاصل.
وتحدث أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" بغضب أكبر بعد العمليات الأخيرة قائلا، إن الإسرائيليين عادوا لأيام عام 1967 حيث كانوا في ذلك الوقت يخافون زيارة القدس كما هم الآن، مضيفا، "نتنياهو عاجز أمام العمليات الفلسطينية ويردد الشعارات فقط".
واتهم ليبرمان نتنياهو بتحويل القدس إلى ساحة حرب، داعيا لإعلان حالة الطوارئ والعودة لسياسة الاغتيالات ضد قيادات الفصائل لإنهاء الانتفاضة.
أما الكاتب والمحلل في صحيفة "معاريف" بن كاسبت، فقد رأى أن الشخص الذي يملك وصفة وقف الانتفاضة لم يولد بعد، كون هذه الانتفاضة شعبية ذات طابع مدني، والقانون الوحيد الذي يحكمها هو أنها غير خاضعة لأي قوانين، حسب قوله.
واستذكر بن كاسبت الانتفاضة الأولى وإبعاد قيادات فلسطينية إلى مرج الزهور، متسائلا إن كان ذلك قد أوقف العمليات أم أنه زاد من زخمها، في إشارة واضحة إلى أن استهداف القيادات الفلسطينية لن يفشل الانتفاضة، وأضاف، "مركز العدو الواضح هو فيسبوك، فهل إغلاق فيسبوك سيوقف الانتفاضة؟!".
ودفعت العمليات الفدائية الأخيرة لاسترجاع التأثيرات العامة للانتفاضة التي انطلقت قبل خمسة أشهر على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث أشارت الإذاعة العبرية العامة إلى أن صادرات دولة الاحتلال تراجعت العام الماضي بنسبة 7%، كما تراجع عدد السياح بنسبة 13% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.