صوفيا - قُدس الإخبارية: بعد أقل من ثلاثة أشهر على إثارة قضيته بشكل واسع، ومطالبة الاحتلال للسلطات البلغارية بتسليمه لها، استفاق الفلسطينيون اليوم الجمعة على فاجعة اغتيال المناضل الفلسطيني عمر النايف في السفارة الفلسطينية بالعاصمة البلغارية صوفيا.
عمر النايف ولد عام 1964 في مدينة جنين، وهو من بلدة اليامون الواقعة غرب المدينة، وتعرض للاعتقال عدة مرات بسبب نشاطاته في مقاومة الاحتلال، وكان آخرها عام 1986 عندما قتل مستوطنا في القدس.
لكن بعد أربع سنوات تظاهر النايف بالجنون ونقل إلى مستشفى الأمراض العقلية، ثم نجح في الهرب ومغادرة فلسطين مستخدما ذكاءه وجواز سفر مزور، ليتنقل بين أربع دول عربية ويستقر أخيرا في بلغاريا، حيث تزوج هناك وأنجب ثلاثة أبناء بينهم فتاة، وعاش لعقدين من الزمن تحت الرقابة البلغارية لكنه كان حرا.
وأواخر العام الماضي طالبت حكومة الاحتلال السلطات البلغارية بتسليمها عمر لإعادة اعتقاله، حيث يعتبر الاحتلال أن القضية ضده ستظل سارية حتى مرور 30 عاما على قتل المستوطن، وإثر ذلك قرر عمر اللجوء للسفارة الفلسطينية في صوفيا والاحتماء بها.
ويقول نايف شقيق عمر، إن شقيقه تعرض لمضايقات من قبل السفير الفلسطيني أحمد المذبوح ومسؤول الطاقم الأمني ممدوح منذ لجوئه للسفارة، مبينا، أن عمر تعرض لتهديدات من قبل هذه الجهات التي لم توفر له الحماية يوما.
وأضاف نايف، "السفير المذبوح قال لعمر حرفيا سيضعون لك السم ويقتلوك، الطائرة تنتظرك لتعيدك لإسرائيل".
ورغم ذلك؛ فإن عمر كان يتمتع بمعنويات عالية جدا كما يقول شقيقه الآخر أحمد، مبينا أن آخر مكالمة معه كانت عند الساعة الحادية عشر من مساء أمس، ومؤكدا أن عملية الاغتيال تعتبر حدثا خطيرا جدا ودليلا على أن السفارات الفلسطينية لا تقوم بالدور المطلوب منها ولا توفر الحماية لأحد.
أما الأسير المحرر سعدي عمار وهو مقيم في صوفيا، فيقول إن عملية الاغتيال تمت بواسطة أدوات حادة وبالسكاكين، وأن الهدف منها لم يكن قتل عمر، لكن دفاعه عن نفسه ببسالة دفع العصابة التي هاجمته لقتله.
ويضيف عمار، أن المهاجمين تسللوا للسفارة من خلال الأبواب وكان معهم مفاتيح، حيث لا توجد أي علامات خلع أو كسر على الأبواب، مبينا أن الهدف كان ضرب عمر حتى يحتاج لنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ليتم اختطافه من هناك إلى "إسرائيل".
ويتهم عمار شخصيات من الجالية الفلسطينية في بلغاريا ومسؤول أمني في السفارة إلى السفير المذبوح بالتورط في عملية الاغتيال.
في المقابل، لم تصدر عن السلطة أي ردة فعل حول الاتهامات الموجهة في هذا الإطار، حيث اكتفت بالقول إن عملية الاغتيال تمت داخل حديقة السفارة وليس داخل المبنى، وفقا لما قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
وأضاف أبو ردينة، أن الرئيس محمود عباس أمر بتشكيل لجنة تحقيق والتوجه فورا إلى بلغاريا للوقوف على ملابسات جريمة الاغتيال.
وفي الجانب الإسرائيلي لم يتحدث الإعلام عن تفاصيل العملية ولم يورد أي نفي أو تأكيد لعلاقة أي جهة إسرائيلية بالعملية، لكنه اكتفى بتناول الخبر واصفا الشهيد عمر بالمخرب والقاتل.