شبكة قدس الإخبارية

ما وراء الفيلم!

أفنان القطراوي

"إذا أردتم لـأمريكا الصدارة َعليكم أن تهتموا بالفيلمِ الأمريكي" مقولةُ الرئيسِ الأمريكيِّ (روزفلت) لمخرجينَ ومنتجينَ في هوليوود منذُ سنواتٍ طويلةٍ تعكسُ مدى احترامِ القوى العظمى في العالمِ للشاشاتِ السينمائيةِ، وما يتعلقُ بها من إنتاجاتٍ بصرية، وإيمانَها التّـام بقوة ِتأثيرِها بلْ وغزوها، واستعمالها أداة من أدواتِ بسط ِالسّيطرة.

كما ولم يكنْ دعمُ روزفلت لقطاعِ السّينما بشكلٍ أو بآخر هوَ الدافعُ الوحيدُ للسّينما الأمريكية إنما حديثُه كانَ خطوةً على طريقِ المضيِّ للأمام. فالاهتمامُ بالسّينما من قِبلِ السّياسيين تراكميٌّ متصاعِد .

(روزفلت) رحل، وبات الفيلمُ الأمريكيُّ يشكلُ الوجهةَ الأولى لأيِّ محترفٍ أو مبتدئٍ ليتابعَه ويقفَ عند كواليسِه، وتقنياتِه ذاتِ الجودةِ العالية، ويشكلُ أيضًا مادةً قويةً للتطبيعِ مع القوى المعارضة والخصومِ السياسيين من فيتنام إلى مغازِلة التيارِ الإصلاحي في إيران بصور متعددة .. منها مثلا وضع العلم الأمريكي في إحدى قاعات عرض أفلام في إحدى دورات مهرجان "فجر "السينمائي إلى جوارِ عرض ِالعديدِ من الأفلامِ الأمريكيةِ في المهرجان ، هذا بالإضافةِ إلى استخدامِه كوسيلةٍ للدعايةِ السياسيةِ، والعسكريةِ التي تأتي بالهيمنةِ، و بثّ الخوفِ عند المشاهدين لاسيما في دول العالمِ الثالث.

الرئيس هذا وغيره من السياسيين فطنوا إلى أهمية دوبلوماسية السينما وأنها لا تقل قدرا عن دبلوماسية السجاد الأحمر والطاولات المستديرة والكافيار؛ لذا وجدناهم يفتحون أبواب البيت الأبيض والكونجرس والبنتاغون ومراكز الأمن والمستشفيات ومراكز الأبحاث الفضائية والأمنية والجامعات لاستقبال طواقم التصوير؛ لتظهر الانتاجات بأفضل شكل يرهب العالم ويرغبه بما لدى أولئك الكبار من ثقافات ومواقف.

وهنا أذكر ذات مرة كان لدينا محاضرة في النظريات السياسية سأل الدكتور سؤالا إجابته كانت أن أحد وسائل نشر الدعاية الأمريكية هو الفيلم الأمريكي

الذي أود أن أخلص إليه هو، أنه على الساسة في قطاع غزة لاسيما الإسلاميين أن يقتنعوا بأهمية الفيلم بمختلف أشكاله، وليس فقط الاهتمام إنما توفير الدعم للصناع المبدعين، وعدم مضايقتهم في إبداعهم مع منحهم الوقت والمال والدعم اللوجستي والتسهيلات أثناء التصوير

فلا قائمة لصوت فلسطيني جديد في العالم إلا من خلال الأعمال السينمائية شئنا أم أبينا هذه حقيقة، خاصة في ظل فشل السياسيين وترهل خطابهم الذي يفرق ولا يجمع عليهم أن يصدّروا أصوات جديدة تكون هى السفير للغرب والشرق وتحمل الرسائل المبطنة والمباشرة، ولا أجد أفضل من السينمائي سفيرا في عصر العولمة، فهو يخاطب الجميع وهو في عقر داره، يجعلهم يصدقونه حتى لو امتلأ سرده الفيلمي بالكذب.

بالإضافةِ إلى شيىءٍ آخر،  إيران "بلدُ الثورة الإسلامية" نموذجٌ لم يحاربِ السّينما بالرغم من تحفظِه الشّديد تراها تعقدُ في كلّ عام 3 مهرجانات كبرى أحدهم يسمى "مهرجان سينما الدفاع المقدس" وهو يتناول أفلام الحرب التي كانت على مدار 8 سنوات مع العراق، هنا نتساءل بعد 3 حروب كانت على قطاع غزة لماذا لم نسمع عن مبادرة تحت مسمى "مهرجان استرداد الحياة" مثلًا.

فأين دورُ الإسلاميينَ في إنعاشِ الواقعِ السينمائيّ في القرنِ الـ 21 إنعاشًا حقيقيًا تقوده كفاءاتٌ حقيقيةٌ مبدعة، وليست أسماء وضعت لأجلِ إغاظةِ المبدعين، أو تم اختيارُها لاعتباراتٍ ليستْ مهنيةً فنيةً بالدرجةِ الأولى