بيت لحم – خاص قُدس الإخبارية: بعد قباطية جاء الدور على نحالين، انتقام جماعي وتشديدات عسكرية على البلدة المحاطة أصلا بالمستوطنات وأحد مداخلها مغلق منذ بداية الانتفاضة مطلع تشرين أول الماضي، والذنب: "مقاومة الاحتلال".
الحصار بدأ مساء الثلاثاء الماضي، بعد عملية الطعن التي نفذها شاب عند مستوطنة "نفيه دانيال" المقامة بالقرب من المدخل الشرقي لنحالين، وأصاب خلالها مستوطنا ثم انسحب بسلام، حيث يعتقد جيش الاحتلال أن المهاجم انسحب باتجاه نحالين، ومنذ ذلك الحين فرض عليها حصارا مطبقا وشرع بانتقام جماعي.
ويقول الصحفي غسان نجاجرة من نحالين، إن الوضع في البلدة أصبح شبيها تماما بحالة حظر التجول التي كانت تفرض في الانتفاضة الثانية، حيث أغلقت قوات الاحتلال المدخلين الجنوبي والشمالي أحدهما بإقامة حاجز عسكري والآخر بإغلاق البوابة المقامة عليه منذ بداية الانتفاضة، ومع استمرار إغلاق مدخلها الشرقي منذ أربعة أشهر، تكون كافة مداخل البلدة مغلقة بالكامل.
أما داخل البلدة، فإنك ستجد بين كل حاجز وحاجز حاجز!، هكذا يصف نجاجرة انتشار جنود الاحتلال مبينا، "لن تستطيع أن تسير لأكثر من 100 متر دون أن تعترض طريقك قوات راجلة، وتخضعك لتفتيش مهين لا تستثني منه أحدا".
ويوضح نجاجرة لـ قُدس الإخبارية، أن قوات الاحتلال منعت دخول المعلمين إلى مدارس البلدة، كما منعت الطلاب من التوجه لمدارسهم فلم يستطع الوصول سوى الطلاب الذين يقيمون بجوار المدارس، كما منعت توجه الموظفين والعمال إلى أعمالهم، وتواصل منذ مساء الثلاثاء عزل البلدة بالكامل عن محيطها.
ويقيم في نحالين نحو 13 آلاف نسمة، وتعتبر من أكبر البلدات التابعة لمحافظة بيت لحم، وهي محاطة بالمستوطنات من كل جانب، وتحصل على شبكة المياه من خلال المستوطنات، لذلك فإن خطوة تخريب شبكات المياه التي تمد البلدة مازالت مستبعدة حتى الآن، حسب نجاجرة.
لكن هذا لا يخفف من صعوبة الأوضاع داخل البلدة التي تقطعت أوصالها تماما، حتى أن أهلها لم يعودوا قادرين على إحصاء عدد المعتقلين من أبنائها خلال الأيام الماضية، ولا يعرفون إن كان من اعتقلوا في البداية قد تم الإفراج عنهم أو أنهم مازالوا قيد الاعتقال.
هذا عدا عن الاقتحامات المتواصلة التي ينفذها جنود الاحتلال للمنازل واحدا تلو آخر وبشكل مستمر، حيث لا يستثني الجنود منزلا من الاقتحام، فيفتشون بشكل دقيق ويحققون مع السكان ثم ينسحبون بعد التأكيد لهم بأن الحصار لن ينتهي إلا بعد اعتقال منفذ عملية "نفيه دانيال" التي سبقت الحصار.
ويواصل الجنود مصادرة كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات التجارية وبعض المنازل ومراجعة أشرطة التسجيل فيها، بحثا في كل مرة عن طرف خيط يعتقدون أنه قد يوصلهم للمهاجم الذي لا يملكون أي معلومة عنه حتى الآن.
ويقول نجاجرة، إن قوات الاحتلال سلمت مؤخرا بلاغات استدعاء للتحقيق مع عدد كبير من أبناء البلدة، بينهم مهندسون وعضو في المجلس القروي وشاب يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت آخر زياراته لنحالين قبل ثلاث سنوات.
ويضيف، أن الجنود حولوا منزلين أيضا لثكنتين عسكريتين، الأول تعود ملكيته لحازم شكارنة ومكون من طابقين، حيث تعيش العائلة في الطابق الأول ويحتل الجنود الطابق الثاني والسطح، أما الثاني فتعود ملكيته للشاب أمير نجاجرة وهو أعزب، وقد تم اعتقاله والاستيلاء على منزله.
تجدر الإشارة إلى أن نحالين تقع على ثلاث هضبات على ارتفاع (450 م – 1020م) عن سطح الأرض، إلى الجنوب الغربي من محافظة بيت لحم وتبعد عنها 13 كم، ويسكنها 13 ألف نسمة تقريبا.