شبكة قدس الإخبارية

قالوا لمنار: رح نجيبك.. ولوالدها: هالمرة مش رح تفلت!

أحمد يوسف

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: خلال نصف شهر فقط، تعرضت منار شويكي (15 عاما) من حي الثوري بالقدس المحتلة للاعتقال مرتين، نجت من محاولة تلفيق تهمة في الأولى لكنها لم تغادر سجون الاحتلال قبل أن يلقي لها أحد الضباط تهديدا لم يطل الوقت حتى تم تنفيذه.

منار كانت عائدة من مدرستها يوم الأحد (6/كانون أول) فمرت من وادي حلوة، لتفاجأ باعتقالها من قبل قوات الاحتلال، والاعتداء على نشطاء فلسطينيين وأجانب وثقوا لحظة الاعتقال، وقد كانت تهمة الاعتقال آنذاك حيازة سكين، ويقول والدها مجدي شويكي، إنها كانت تحمل طقم سكاكين اشترتها لوالدتها في المنزل.

واحتفظت قوات الاحتلال حينها بمنار أسيرة لديها لعدة أيام، وبقدرة قادر تحولت حيازة السكين إلى عملية طعن، فينقل شويكي عن ابنته أن جنود الاحتلال عرضوا سكينا وقميصا متسخا بالدماء بزعم أنها هي المتسببة بذلك، لكن وجود لقطات مصورة وشهود أجانب وثقوا لحظة اعتقال الفتاة أفسد المحاولة.

12660279_919043961477453_1369485007_n

ويبين شويكي لـ قُدس الإخبارية، أن أحد ضباط الاحتلال وقبل الإفراج عن منار قال لها، "المرة هاي فلتي منا بس رح نجيبك". وهو ما حدث بالفعل بعد أقل من أسبوعين دون أن تعلم العائلة أو طفلتها إن كان الأمر مدبرا أو غير ذلك.

ففي يوم الإثنين (21/كانون أول) أعادت قوات الاحتلال اعتقال منار لكن من البلدة القديمة هذه المرة، أما التهمة فقد كانت محاولة قتل باستخدام سكينة طولها 12 سم.

ويوضح شويكي، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله بعد اعتقال منار وفتشته بشكل دقيق وعاثت فيه فسادا، ثم انسحبت منه بعد اختطاف جهاز الحاسوب الخاص بالعائلة وأغراضا شخصية خاصة بمنار، مضيفا، أن أحد ضباط الاحتلال قال له، "في المرة الماضية قدرتوا تنفدوها بس هالمرة مش رح تفلت".

منار الأخت الكبرى لثلاث بنات وولدين هم أفراد عائلة مجدي شويكي، وهي طالبة في الصف العاشر كانت حتى لحظة اعتقالها تتملكها الحيرة حول مستقبلها الدراسي، وإن كانت ستلتحق بالعلوم الإنسانية (الأدبي) في الصف الأول الثانوي (الحادي عشر)، أو في القسم العلمي.

12666265_1564319700555567_439019011_n

والآن تعيش العائلة حالة من القلق الشديد على مستقبل ابنتها الدراسي، هذا عدا عن القلق على وضعها الصحي وظروف اعتقالها، كونها ماتزال في عمر الطفولة وشخصيتها تصقل وتتكون في هذه المرحلة.

ويقول شويكي، إن سلطات الاحتلال تحرمه من زيارة ابنته القابعة في سجن "هشارون"، بذريعة وجود "منع أمني" كونه اعتقل في عام 1987، فيما سُمح لزوجته أم منار بزيارتها لثلاث مرات.

ويضيف، إن منار وحتى الزيارة الأخيرة قبل نحو شهر كانت في وضع صحي جيد، مبينا، أن تصادف موعد الزيارة في يوم الإثنين من كل أسبوع مع موعد جلسة من جلسات محاكمة منار حال دون زيارتها في عدة أسابيع.

ورفضت العائلة بشدة مقترحا إسرائيليا بنقل منار إلى مركز مغلق، مفضلة بقاء ابنتهم مع أسيرات فلسطينيات وطنيات داخل المعتقلات، وتشربها ثقافة وطنية وأخلاقا حميدة منهن، على اختلاطها بالفتيات الإسرائيليات واحتكاكها بثقافتهن وتشربها أفكارا هدامة من الناحية الوطنية والدينية والأخلاقية، وفقا لوالدها.

وتفتقد العائلة كثيرا لابنتها البكر التي كانت الذراع الأيمن لأمها في إدارة شؤون البيت، فهي على الرغم من صغر سنها كانت تتقن أعمال المنزل وتساعد والدتها في كل شيء، حتى في ترتيب شؤون أشقائها وشقيقاتها الصغار.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال مازالت تعقد جلسات محاكمة لمنار، ومن المفترض أن تعقد الجلسة القادمة يوم الجمعة المقبل، ولم تتضح حتى الآن بشكل أكيد ملامح الحكم الذي سيصدره قضاء الاحتلال بحق الطفلة.

آثار اقتحام منزل العائلة بعد الاعتقال الثاني لمنار

12674166_1564319093888961_340225059_n 12722063_1564318957222308_1183884072_n 12722036_1564318947222309_1930133273_n 12665609_1564319013888969_1097478527_n