الخليل – خاص قُدس الإخبارية: على طاولة خشبية بنية اللون، "معجوقة" بالأدوات المختلفة والتصاميم، وكرسي بجانبها، في شرفة المنزل الفوضوية، يقضي الشاب فايز الكركي معظم وقته لصناعة أفلام السينما (الانيميشن).
فايز الكركي (19 عاماً) من مدينة الخليل، شاب فلسطيني طرق أبواب النجاح بتخصص غير موجود في فلسطين. هذا التخصص الذي يضم في جعبته 7 تخصصات وهي: مصور فوتوغرافي وفيديو، ومصمم جرافيك، ومخرج أفلام، ورسّام، ومصمم مجسمات، ونحّات، ومهندس صوت.
بدأ فايز بالعمل في صناعة أفلام السينما قبل 6 سنين، كشاب فلسطيني يحاول تطوير موهبته وحبه لأفلام السينما. لكنه لم يلقَ في بداية الأمر التشجيع المناسب ممن يحيطون به، ورغم ذلك فقد ثابر وأكمل مشواره حتى حاز على تشجيع جميع من كانوا حوله.
يقول فايز، "في البداية طلبت مني عائلتي ترك هذا الأمر والبحث عن عمل آخر كوني شابا سيؤسس حياته بعد عدة سنين بمفرده، لكني استمريت في عملي إلى أن أثبت جدارتي وحصلت على ثقة أهلي في هذا العمل".
وعن الأفكار التي يصنعها فايز يقول، "أحاول أن أركز على كل شيء يخدم القضية الفلسطينية، فأنا أعمل على إثبات الحق والمعاناة من خلال أعمالي، فصنعت العديد من الأفلام عن اللاجئين الفلسطينيين والتراث الفلسطيني الذي قارب على الاندثار".
ويحاول فايز أن يكون صديقاً للبيئة من خلال أعماله، فهو يستعمل المخلفات الطبيعية كأوراق الأشجار، وبقايا الأخشاب، والفلين، والكرتون المستعمل، والملابس البالية، ويوضح، "استعمل مخلفات المحلات التجارية من الكرتون والفلين وغيرها، كما أني استعمل بقايا القطع القماشية البالية، في محاولة للتخفيف من تكلفة صناعة الأفلام، وخصوصاً أن هذه الأعمال هي جهود فردية بدون دعم أي مؤسسة".
ويضيف الكركي، أن عددا من المؤسسات أوهمته بأنها ستساعده وستقدم له الدعم الكامل مقابل أن ينتج لها عدة أفلام، لكن هذه المؤسسات لم تفي بوعودها.
ويشتكي الكركي أيضا من قلة الإمكانيات المتاحة لديه في الوقت الحاضر، نظراً لغلاء أسعارها بدءا بالكاميرات ومرفقاتها وبرامج المونتاج والصوت والتصميم.
لكنه ورغم الخداع والمعوقات يتمسك بأمل كبير في أن يحقق طموحه بالعمل في هذا المجال، والتمكن في المستقبل من افتتاح مركز تعليم لصناعة أفلام السينما، ليساعد ولو بالقليل في التخفيف من البطالة المنتشرة، كون هذا التخصص مطلوب بين الشباب الفلسطيني، كما يقول.