غزة- قُدس الإخبارية: تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصاراً بحرياً خانقاً على قطاع غزة، وتغلق أوجه النشاط البحري في وجه الفلسطينيين بشكل عام والصيادين بشكل خاص بشكل ينتهك القانون الدولي الانساني بحسب تقرير حقوقي.
وأورد مركز الميزان لحقوق الإنسان، في تقريره السنوي الأحد، شهادات عدد من الضحايا وشهود العيان، بمواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضها حصاراً بحرياً خانقاً على القطاع، وإغلاق أوجه النشاط البحري في وجه الفلسطينيين بشكل عام والصيادين بشكل خاص، ومحدودية المسافات التي تسمح بها تلك القوات لممارسة النشاط البحري.
وتناول التقرير أبرز الحوادث التي وقعت في المنطقة مقيدة الوصول في عرض البحر، والتي أعلنتها قوات الاحتلال كمنطقة مسموح الصيد فيها حتى ستة أميال بحرية في العمق.
ورصد التقرير مجمل الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون، لا سيما حصر الصيد في مسافة محددة، الأمر الذي يأتي في سياق الحصار المفروض على قطاع غزة، بينما تواصل تلك القوات ملاحقة الصيادين حتى ضمن هذه المساحة المعلنة.
وركز التقرير على رصد وتوثيق الانتهاكات في هذا السياق التي وقعت خلال العام 2015 (الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني/يناير حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2015، مدعماً بالأرقام والإحصائيات والإفادات التوضيحية.
كما رصد وقوع (126) حالة استهداف للصيادين خلال العام 2015، تم خلالها قتل (صيادا واحدا)، وجرح (29) صياداً، واعتقال (73) آخرين، واقتادتهم إلى داخل دولة الاحتلال، وأفرج عنهم بعد عدة ساعات- عدا خمسة- كما أنها استولت خلال هذه الاعتداءات على (21) قارب صيد خلال (17) حالة، وخربت معدات للصيد كالشباك وكشافات الإنارة الخاصة بقوارب الصيد في (16) حالة.
كما منع الصيادون الفلسطينيون من الوصول إلى مسافة (20) ميلاً بحرياً، وتراجعت تلك المسافة إلى (12) ميلاً بحرياً، ثمّ إلى ستة أميال بحرية، ووصلت في كثير من الأوقات إلى ثلاثة أميال بحرية فقط، كما تستهدف الصيادين الفلسطينيين ومراكبهم ومعداتهم وتمنعهم من العمل في مسافات لم تتعدى المسافة التي تسمح لهم بالعمل فيها.
وتحظر قوات الاحتلال عمل الصيادين في مناطق تقدر نسبتها بحوالي 85% من المساحة التي تقرّها اتفاقية أوسلو وملاحقها، وتتعدى قوات الاحتلال ذلك إلى إطلاق النار المتكرر وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الصيادين، واعتقالهم وتستخدم أساليب من شأنها أن تحط من كرامتهم الإنسانية.
وذكر أساليب الاحتلال مع الصيادين، منها إجبارهم على خلع ملابسهم والسباحة في عرض البحر أثناء اعتقالهم وتوجيه الشتائم لهم، بالإضافة إلى تخريب معدات الصيد وممتلكاتهم والاستيلاء على قواربهم
كما تفتح زوراق الاحتلال خراطيم المياه بشكل كثيف تجاه مراكب الصيد التي يتركها الصيادون في عرض البحر مؤقتاً ويضعوا على جوانبها كشافات إنارة وينصبون شباكهم في محيطها بهدف تجميع وصيد الأسماك، مما يؤدي إلى إتلاف الكشافات ومولدات الكهرباء وأحياناً إغراق المراكب بشكل جزئي، وفي كثير من الأحيان ترتكب هذه الانتهاكات داخل الثلاثة أو الستة أميال المسموحة.