شبكة قدس الإخبارية

تصريحات "آيزنكوت"... اعتراف بالهزيمة في الضفة ومكر مبطن لغزة

هيئة التحرير

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فشل جيشه وأذرعه الاستخبارية في الكشف المسبق عن عمليات الطعن التي تستهدف جنوده والمستوطنين في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس زوبعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية وكانت مادة دسمة لبعض الكتاب والمحللين السياسيين الإسرائيليين الذين وصفوا تلك التصريحات بالاعتراف المدوي بالهزيمة أمام شبان لا يملكون من العسكرية والعمل العسكري سوى سكين تناولوها من مطابخ أسرهم وخرجوا بها للشوارع متحدين أعتى جيش في العالم من حيث كثافة التسليح.

اعتراف بالهزيمة بالضفة

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن قائد أركان جيش الاحتلال "غادي آيزنكوت" قوله: "إن إسرائيل لم تستطع طوال موجة العمليات الفلسطينية الحصول على إنذار مسبق واحد لوقف أي منها، مما يعني أن موجة العمليات الحالية تشكل تحديا جديا لإسرائيل".

وشدد على ضرورة الفصل بين منفذي العمليات وباقي السكان الفلسطينيين، لأن إغلاق المناطق الفلسطينية وتقطيع أوصال مدن الضفة الغربية سيكون خطأ كبيرا يؤدي لتداعيات ضد المصالح الإسرائيلية، رغم أنه لا يمكن إيجاد ردع لعمليات الطعن بالسكاكين بعد وقوع 101 عملية في الشهور الثلاثة الأخيرة.

وأوضح آيزنكوت أنه عندما كان مسؤولا عن الضفة الغربية قبل عشر سنوات، فإن أكثر ما ساعده حينها على إحباط العمليات هو التفوق الاستخباري، في حين أن ظاهرة الطعن بالسكاكين تعد نوعا جديدا من العمليات، دون توفر أداة لردعها، لأن العملية اليوم تحصل بأن يستل فلسطيني سكينه ويخرج لهدفه.

وزاد حين "نتأخر ثواني عن التعامل السريع مع المنفذ، ندفع ثمنا كبيرا من الدماء، ومع ذلك تبقى مهمة الجيش توفير الأمن للإسرائيليين، كما كان الحال حين واجهنا العمليات التي قامت بتنفيذها منظمات فلسطينية مسلحة".

وأضاف أنه "لا بد من التفريق بين منفذي العمليات الفلسطينية وباقي الفلسطينيين، لأن في ذلك مصلحة إسرائيلية، ويحول دون مشاركة 120 ألف عامل فلسطيني في موجة العمليات، سواء داخل "إسرائيل" أو في المناطق الصناعية في المستوطنات".

وحاول رئيس أركان جيش الاحتلال تجميل صورة جيشه عندما دعا إلى ضرورة الإبقاء على الأمل والتفاؤل بأعين الفلسطينيين، من خلال إفساح المجال أمامهم لزيادة مصادر دخلهم، ومحاولته بث دعاية بامتناعه عن فرض حظر على العمال الفلسطينيين الأمر الذي كذبه قرار جيش الاحتلال أمس بمنع العمال من دخول المستوطنات في الضفة المحتلة حتى إشعار آخر.

إبطان الشر لغزة

أما عن غزة، فقال "آيزنكوت" إن الوضع فيها معقد، رغم أن عام 2015 كان الأكثر هدوءا في السنوات الأخيرة، فلم نفقد فيها أي جندي أو إسرائيلي، وتشير المعلومات إلى أن حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي لم ينفذا أي إطلاق نار نحو إسرائيل خلال العام الماضي، وكل الحوادث تقوم بها مجموعات صغيرة تريد إشعال الوضع الأمني، مع وجود جهود كبيرة تبذلها حماس لترميم أنفاقها الهجومية داخل إسرائيل، وتجديد ترسانتها الصاروخية، وهناك جهود أمنية استخبارية تبذلها الحركة.

وفي تلميحات تبطن الشر لغزة، زعم "أيزنكوت" بأن إيران لها جهود أخرى في قطاع غزة وتوفر ميزانيات كبيرة لمواجهة "إسرائيل" عبر حركة حماس بقدراتها العسكرية المتطورة، وتعمل على تحويل موارد أكبر وعشرات ملايين الدولار وتهريب السلاح لحماس.

وأشار إلى أنه "لا يوجد رادع ضد عمليات الطعن بالسكاكين، وأن الشباب الفلسطيني يعتمد فكرة القرآن والسيف ضدنا، بينما حماس مشغولة بإعادة بناء قدراتها العسكرية في قطاع غزة".

تكذيب مباشر

من جهته كذب الكاتب الإسرائيلي المعروف "جدعون ليفي" في مقالة له نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء تصريحات "أيزنكوت" التي ادعى فيها أن جيشه يعمل على الإبقاء على حالة الأمل لدى الفلسطينيين وتحسين مستوى معايشهم، وأن جنوده يبذلون قصارى جهدهم لمنع إراقة الدم الفلسطيني بوصف ما تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بأنه عمليات إعدام فعلية، قائلا "يجب تسمية المولود باسمه".

وقال ليفي في مقالته التي حملت عنوان "اذا لم يكن ما تقوم به "إسرائيل" إعداما خارج القانون فماذا يمكن أن يكون؟" "إن أي وصف آخر لما تقوم به قوات الجيش وصف كاذب، فهو يقوم بشكل شبه يومي بعملية إعدام بدون محاكمة، فإذا كان في السابق ثمة جدل حول أوامر فتح النار فاليوم كل شيء واضح: يجب إطلاق النار من أجل القتل، وكل فلسطيني هو مشبوه".

ويستشهد ليفي بأقوال جلعاد آردان وزير الأمن الداخلي بحكومة الاحتلال الذي قال "على كل فلسطيني أن يعلم أنه لن يبقى حيا بعد العملية التي يخطط لها"، وقال "لقد انضم لأردان جميع السياسيين الإسرائيليين في جوقة تثير الاشمئزاز بدءاً من يائير لبيد وما فوق".

واضاف "ليس بالضرورة ان تكون آيخمان لكي يُنفّذ فيك حكم الإعدام، فيكفي أن تكون فتاة فلسطينية تحمل مقصا لكي تُطلق عليها النار بكل سهولة، فيوميا يُطلق الجنود، وأفراد الشرطة والمستوطنون النار على من يطعن أو حاول طعن إسرائيليين، أو من يدهس أو اشتبه به أنه يعتزم القيام بذلك.

ويؤكد ليفي أنه في "أغلب الحالات التي تمت لم تكن هناك حاجة لإطلاق النار وبالتأكيد عدم وجود حاجة للقتل، ففي الكثير من الحالات لم تكن حياة مطلقي النار عرضة للخطر، فهم يقتلون بدون تمييز كل من يحمل سكينا او حتى مقصا او من يضع يديه في جيبه او يفقد السيطرة على سيارته، سواء أكانوا نساء، رجالا، شبابا، شابات او حتى أطفالا.

ويضيف "انهم يطلقون النار عليهم حتى بعد شل حركتهم بهدف القتل، وللعقاب وللتنفيس عن الغضب والانتقام، وهذه المواضيع أصبحت غائبة عن الحديث وكأنها أمر طبيعي".