بث تلفزيون الاحتلال شريط فيديو مروع قبل أيام من احتفالات عيد الميلاد هذا العام ، ظهر في الفيديو مجموعة كبيرة من المستوطنين يرقصون ويغنون في حفل زفاف وأطلق عليه "عرس الكراهية" وانتشر بشكل كبير في جميع المواقع بسبب طبيعته العنيفة.
وفي الفيديو ظهر عدد من المدعوين يرقصون بالبنادق والسكاكين وأظهروا على ما يبدو قنبلة مولوتوف حارقة ثم وجه أحدهم عدة طعنات لصورة طفل فلسطيني، طفل محدد للغاية.
ووفقاً للتقارير، فإن الطفل الذي طعنت صورته يبلغ من العمر 18 شهراً، وقضى حرقا بعد أن أحرق مستوطنون منزله في قرية دوما قرب نابلس، نعم إنه الطفل على الدوابشة الذي قضى حرقاً برفقة أمه وأبيه.
شقيق علي أحمد ذو الأربعة أعوام هو الناجي الوحيد من الهجوم، وعلى الرغم من خضوعه لعلاج مكيف إلا أنه ما زال لا يعرف أن والديه قضيا تحت نيران المستوطنين في المنزل الذي كانا يقطنانه.
وعلى الرغم من شدة عنف وصدمة الهجوم إلا أن سلطات الاحتلال لم تفعل شيءً يذكر ضد المهاجمين على عكس ما تفعل في حال لو كان المهاجم فلسطينياً والضحية إسرائيلي.
وفي حالة لم يكن المهاجم يهوديا فعادة ما تلجأ قوات الاحتلال إلى إطلاق النار عليه وتركه ينزف في البرد حتى يفارق الحياة دون تقديم أي إسعاف له، ويتم لاحقا هدم منزل اسرته في إجراء عقابي سريع في غضون أيام دون أي محاكمة، وفي حال اعتقاله فإنه سيخضع لمحاكمات مطولة وينتهي به الأمر عادة مع عشرات السنين في السجون.
أما في حال كان المشتبه به يهودي فإن الأمر مختلف تماما، ففي نظام المحاكم الإسرائيلية الهزلية التي يديرها جيش الاحتلال يدان الفلسطينيون بنسبة تصل إلى 99.7% من القضايا التي ينظر فيها القضاء الاسرائيلي لكن المستوطنين يملكون نسبة للتفلت تصل إلى 99.7% كذلك من أي عقوبة تصدرها هذه المحاكم .
وحتى في حالة الحادثة الصادمة هذه فإن المشتبهين ظلوا طلقاء لفترة طويلة على الرغم من اعتراف وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون بعلمه بمنفذي الاعتداء منذ فترة طويلة لكن الاعتقالات لم تصدر بحق المشتبهين حتى قبل أسبوعين من الآن بشكل رسمي.
وفي تقرير أعده ريتشارد سيلفرشتاين، يشير إلى أن اسرائيل كيلير أحد منفذي الاعتداء المشتبهين كان في الواقع مخبرا لجهاز "الشاباك" الاسرائيلي و هو ما جعل كلير الوحيد الذي يفرج عنه من بين المتهمين في الحادث حتى الآن.
وعلى الرغم من أن الشك هذا ليس مؤكد، لكن ما يمكن تأكيده أن الشاباك يملك فعلاً مصادر جيدة داخل صفوف المتطرفين من المستوطنين وكان بإمكانه فعلا إيقاف الاعتداء قبل وقوعه، ولا يظهر لنا هنا أن الشاباك يحب الفلسطينين، فالشاباك معروف بكرهه الأزلي لكل ما هو فلسطيني لكن الأمر متعلق بتنازع الصلاحيات فقط بين هذه الأطراف.
وقد تكون المؤامرة حاضرة هنا بحيث نظم "الشاباك" لهذا الاعتداء وخطط له بقدر يسمح له بالاستفادة منه بشكل أو بآخر.
وفي عام 2010 أظهر فيديو مسرب محاولة "الشاباك" اقناع حاييم بيرلمان ( وهو مستوطن متطرف معروف) لاغتيال الشيخ رائد صلاح وظهر في الفيديو وكيل الشاباك الذي أصبح صديقاً لبيرلمان وهو يقنعه باغتيال الشيخ رائد مقابل تسهيل مهمات المتطرفين التخريبية في القرى الفلسطينية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هؤلاء المتطرفين يحصلون على دعم كبير من الخارج حتى أن بعض التجمعات الاستيطانية المتعصبة تعامل بالاعفاء من الضرائب عدا عن الدعم الكبير من أمريكا وأوروبا.
وكان فيكتور فانسير أحد أشد اليهود عداءً للفلسطينين قد صرح في كانون أول الماضي متفاخرا، "نحن نؤيدهم ونعيل اسرهم وندعمهم ماديا" في إشارة إلى السجناء اليهود المتهمين بمهاجمه الفلسطينين.
المصدر: ميدل ايست مونيتور - ترجمة: هيثم فيضي