ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقالة للمحلل العسكري في الصحيفة "عاموس هارئيل" عن قيام الجناح العسكري لحركة حماس بتطيير بالونات تحمل كاميرات مراقبة حساسة ومتطورة على طول الشريط الحدودي بهدف جمع المعلومات المخابراتيّة عن تحرّكات جيش الاحتلال على طول الشريط الحدوديّ الذي يفصل بين غزة و"إسرائيل".
وأشار الموقع إلى أن كتائب القسام قامت أيضا بتطيير البالونات نفسها على طول شاطئ قطاع غزة، كما أكد هارئيل على أنه وبالرغم من الحصار الخانق الذي يتعرض له قطاع غزة، وقيام الجيش المصريّ بتدمير عددٍ كبير من الأنفاق، التي كانت معدة لتهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، إلا أن حماس تقوم وبوتيرة عالية بتطوير قدراتها المخابراتية للحصول على معلومات حساسة عن "إسرائيل".
وأضاف هارئيل نقلا عن مصادر بمخابرات الاحتلال أن "حماس اتخذت قرارا بجمع معلومات حساسّة ومهمّة عن "إسرائيل"، وليس على الحدود فقط، إنما داخل العمق الإسرائيلي"، مشددا على أن "الجناح العسكري قام بنشر عشرات البالونات المليئة بغاز الهليوم، المزودة بكاميرات تصوير عالية الجودة.
وقالت المصادر أن هذه البالونات الاستطلاعية تشكل قدرة مقلقة جدا، التي تؤكد على نوايا حماس، ليس فقط بتطوير ترسانتها العسكرية بالقذائف والصواريخ المتطورة، وبناء الأنفاق ذات الطابع الهجومي التي تؤدي إلى داخل العمق الإسرائيلي، إنما تعمل أيضا على جمع المعلومات الحساسة عما يحدث داخل العمق الإسرائيلي، ومراقبة تحركات الجيش والمستوطنين على حد سواء"، على حد تعبيره.
وأشار هارئيل إلى أن تقدير مخابرات الاحتلال يؤكد أن الأنفاق باتت في العمق الإسرائيلي، ونقل عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قولها إنه "في الفترة الأخيرة تم الكشف عن أنفاق استراتيجية تؤدي إلى داخل العمق الإسرائيلي"، مشددة على أنه بالرغم من أن "حماس تخشى قوة الردع الإسرائيلية وتقوم بالعمل بشكل يتناسب مع خشيتها من الردع، فإن الدلائل والمؤشرات التي جمعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تقطع الشك باليقين بأن حركة حماس تستعد بخطى واثقة للمواجهة القادمة مع قوات الاحتلال"، على حدّ قولها.
وتابع أن جيش الاحتلال يدرك تماما أن حماس لا زالت تبني عشرات الأنفاق الممتدة من القطاع إلى ما وراء الحدود، وبالإمكان القول "إن الجيش يتخبط في العتمة، ويضرب نفسه بالجدران"، على حد وصفه.
ونقل الموقع عن ضابط يخدم في شعبة في الاستخبارات العسكرية (أمان) قوله "إن للنفق طبيعة مفاجئة ودراماتيكية، وتشكل هذه الأنفاق تهديدا استراتيجيا لأمن "إسرائيل"، وإذا لم تساعدنا الصدف في كشف تلك الأنفاق كما حدث في نفق (عين هشلوشا)، الذي يبعد مئات الأمتار عن الشريط الحدودي مع غزة فقط، فإن الجنود الإسرائيليين سيكونون عرضةً في أية لحظة للاختفاء المفاجئ، والإعلان بعد أيام عن اختطاف أحد الجنود قرب الحدود مع غزة".
وتطرق الضابط إلى ما أسماه بالسيناريو الثاني والذي اعتبره الأسوأ، وهو دخول عناصر من حماس عبر أحد الأنفاق إلى إحدى المستوطنات المحاذية للحدود والقيام بخطف وأسر العشرات من السكان واقتيادهم إلى مخابئ سرية.
وتابعت المصادر أن حماس تتحضر وتتجهز للمواجهة القادمة في جميع المجالات وفي كل مجال ممكن.
وينقل الموقع عن الجنرال "عاموس هكوهين"، قائد الكتيبة الجنوبية في سرية غزة بجيش الاحتلال قوله: "إن حركة حماس تقوم في هذه الفترة بالذات بحفر الأنفاق، وإنتاج صواريخ وقاذفات متوسطة المدى وبعيدة المدى، وأن الحركة أقامت شبكة كاملة ومتكاملة تحت الأرض في قطاع غزّة، كما أنها قامت بتطوير التقنيات الهجومية وتغيير سلوكها في المعارك، وذلك في إطار استخلاص الحركة للعبر والنتائج من الحرب الأخيرة صيف العام 2014".