ترجمات عبرية- خاص قدس الإخبارية: قالت صحيفة معاريف" الإسرائيلية إنه "في المقاييس المنطقية العالمية يمكن الانتصار على جيش ما، ولكن لا يمكن الانتصار على شعب يملك دافع الاستقلال مثلما يفعل الشعب الفلسطيني".
وأضافت الصحيفة في مقالة نشرتها اليوم الخميس بمناسبة ذكرى الانتفاضة الأولى للكاتب والمحلل العسكري "أوري شفير" "كانت توصية الجيش الاسرائيلي للحكومة، التي اطلقها قائد المنطقة الوسطى روني نوما ايضا، والذي نفى بعد ذلك اقواله – بتعزيز السلطة الفلسطينية، تزويدهم بالسلاح والسماح بتسهيلات حركة الى داخل اسرائيل ايضا، مثيرة للاستغراب، لكن رغم هذا لا يمكن اتهام قادة الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن بكونهم عصبة من اليساريين غريبي الاطوار ممن توجد حقوق الفلسطينيين في رأس أمانيهم، لأن الحديث هنا يدور عن مقاتلين يقاتلون ضد الفلسطينيين وقتلوا فلسطينيين".
وأوضح شفير "الجيش الاسرائيلي، مثل الشاباك والموساد ايضا، يفهم منذ سنوات طويلة بأن لا حل عسكري للمسألة الفلسطينية، مثلما لـ"لإرهاب" ايضا، والجيش ينطق من وحي تجاربه السابقة، فقصة سيطرته داخل مناطق السلطة هي قصة فشل، لا يمكنه تكرار روايتها، والحركات الفلسطينية منذئذ تعززت، و "الارهاب" تعاظم، والانتفاضات ردعتنا أكثر مما ردعتهم والحملات في غزة يصعب وصفها بالنصر، وذلك رغم أن الجيش الاسرائيلي هو أحد الجيوش الاقوى والاكثر ذكاء في العالم، لذلك نجد كل الضباط الكبار السابقين في الجيش الاسرائيلي تقريبا، وكذا قادة الشاباك والموساد، يؤيدون حل الدولتين".
ويتابع الكاتب "نشأ في "اسرائيل" وضع ترى فيه النخب الأمنية النزاع وحله بعيون واعية أكثر من النخب السياسية، فالسياسون تحركهم اعتبارات النفاق للجمهور، وبالتالي من الصعب تسويق السلام، إذ أنه يصنع مع الأعداء، والحديث يدور عن أشخاص مثل بيني غانتس، غابي اشكنازي، دان حلوتس، شاؤول موفاز، يعقوب بيري، عامي ايالون، مئير دغان، شبتاي شفيت وكثيرون آخرون غيرهم. كلهم اناس برغماتيون وذوو تفكر".
ويوضح "في أوساط القيادة السياسية الحالية يسود أيضا النهج المفعم بجنون الاضطهاد من مدرسة اليمين المتطرف، والكامن عميقا في سكان المستوطنين، المتطلعين الى تخليد الاحتلال، وبين "نقتالي بينيت" و"غادي آيزنكوت"، فضل رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" الاستماع لرئيس البيت اليهودي كي يواصل السير بنا نحو كابوس الدولة ثنائية القومية، كما نشهده اليوم".
ويقول الكاتب "في ظل السياق الجاري وسير "إسرائيل" في الطريق الى تحولها الى دولة أبرتهايد منبوذة، يحتمل أن يأتي يوم يكون فيه قادة الأمن هم الذين يضغطون على السياسيين لإنقاذ المشروع الصهيوني من الانهيار الى دولة ثنائية القومية.
ويضيف "الجيش قد سئم على ما يبدو دور حفظ النظام في مواجهة الأطفال الفلسطينيين، والاستثمار الهائل في الدفاع عن المستوطنين، فهو "جيش الدفاع الاسرائيلي"، وليس الاستيطاني".
ويختم الكاتب مقالته بالقول "المسؤولية عن الحل السياسي ليست ملقاة على الجيش، بل على الحكومة، ولكن حكومة مسؤولة ينبغي أن تكون منصتة لقادة جهاز الامن وعدم تجاهل نصائحهم، مثلما فعل نتنياهو الاسبوع الماضي، فمن المحظور على الحكومة أن تبعث بالجيش للانتصار في معركة خاسرة مسبقا لتخليد الاحتلال.