شبكة قدس الإخبارية

أزمة جامعة الأقصى.. التعليم ضحية للانقسام!

مصطفى البنا

غزة – خاص قُدس الإخبارية: عادت أصداء الخلاف بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية للظهور مجددًا عبر قضية جامعة الأقصى التي تشهد أزمة حول رئاستها، دفعت بوزارة التربية والتعليم إلى التهديد بسحب الاعتراف بها بسبب عدم امتثالها لقرارات الوزارة بتعيين عبد السلام أبو زايدة رئيسًا للجامعة خلفًا لعلي أبو زهري.

نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والعلاقات العامة نعمات علوان، أوضح بأن الأزمة بدأت في تموز الماضي حين تقدم علي أبو زهري باستقالته متسببًا بفراغٍ أكاديمي في منصب رئيس الجامعة، وحسب القوانين واللوائح ففي هذه الحالة يتولى أقدم النواب منصب القائم بأعمال الرئيس إلى حين التوافق على رئيس جديد، وقد عيّن بناء على ذلك محمد رضوان بكتاب من وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة زياد ثابت.

ويبين علوان لـ قُدس الإخبارية، بأن الحوار يجري بصورةٍ متقدمة جدًا بين الجهات في غزة وممثل الوزير صبري صيدم، على أمل الوصول إلى اتفاقٍ يبصر النور خلال الأيام القادمة، مضيفا، "نحن في الجامعة لا يوجد لدينا أي مشاكل فالأمور تسير على ما يرام لكننا نريد أن ننتهي من أزمة رئاسة الجامعة بالحلول التوافقية والمعقولة التي لا تنقص شيئًا من قدر الجامعة والعاملين فيها".

ويفترض أن تتبع جامعة الأقصى لوزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية، ومنذ الانقسام السياسي فرضت حماس سيادتها على الجامعة كما فعلت في مختلف المؤسسات التابعة للسلطة في غزة.

ويقول علوان، إن الجامعة تخضع لقرارات الوزارة في غزة نتيجة وجودها في غزة وفي ظروف انقسام تؤثر "بشكلٍ أو بآخر على بعض القرارات والحوارات"، مضيفًا، "نحن لسنا جهة تفاوضية بل تنفيذية وسنقوم بتنفيذ ما يصدر من قرارات ناتجة عن الحوار بين الجهات السياسية صاحبة القرار في هذا الأمر".

وينفي علوان حصول أي إقصاء في مناصب العاملين داخل الجامعة بسبب المواقف والولاءات السياسية، في إشارةٍ إلى إقالة الوزارة في غزة لــ4 عمداء من مجلس الجامعة، ويضيف، "الجامعة لم تتعاطى في أي وقت من الأوقات مع الخلافات السياسية وما حصل هو إجراءات إدارية بحتة بسبب غياب البعض عن حضور الاجتماعات وعدم مخاطبة رئيس الجامعة".

وكان أحد العمداء المقالين رياض أبو زناد أوضح في تصريحٍ سابق بأن عدم حضورهم لاجتماعات مجلس الجامعة التي يعقدها محمد رضوان وتفاديهم لقراراته، جاء امتثالًا لقرار الوزير صيدم، الذي يعتبره أبو زناد المسؤول المباشر عن الجامعة وإصدار القرارات المتعلقة بها.

وعلى الرغم من إعلان نقابة العاملين في الجامعة استقالتها بسبب ما وصفته "عدم القدرة على القيام بأعمالها المكلفة بها لحماية الجامعة، وأنها أصبحت مرهونةً بإدارة شخصٍ واحد"، إلا أن علوان قال إن "استقالة النقابة جاءت بتوافق وبعد انتهاء المدة القانونية لها، واستقالتها لم تؤثر شيئًا على مجريات الأمور"، حسب قوله.

شبكة قدس الإخبارية حاولت التواصل مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم برام الله عبر أكثر من وسيلة، إلا أننا لم نلقَ ردًا من المعنيين، فيما قال مصدر بالوزارة إنه لا أزمة بين الوزارة والجامعة، وإن موقف الوزارة واضح في بيانها الذي نشرته على موقعها الرسمي، والذي نفت فيه الإشاعات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول سحب الوزارة الاعتراف بالجامعة.

وأكدت الوزارة اهتمامها البالغ بحل الإشكاليات المتعلقة بضمان ديمومة المسيرة الأكاديمية وانتظامها دون تشويش في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، مشيرةً في بيانها إلى "حرصها الكبير على إخراج الجامعة من أزمتها حرصًا على مستقبل أبناء الشعب الفلسطيني ومسيرة المعرفة"، ولم يوضح البيان أيًا من التفاصيل المتعلقة بالحوارات الجارية لحل هذه الأزمة.

ولدى استطلاعنا آراء طلاب الجامعة تبين أن أغلب الطلاب يعتقدون بأن الأزمة ناتجة عن الخلافات السياسية وليست إدارية، فيما أكد الطلاب على ضرورة تجنيب الجامعة أي خلاف سياسي.

واعتبر الطالب نور شامية أن الأزمة التي تسبب بها الانقسام السياسي وتأثيراته السلبية المستمرة، تشكل تهديدًا لحياة الطلاب الأكاديمية والعملية، خاصةً للذين يقفون على أعتاب التخرج، مطالبًا إدارة الجامعة بحل الأزمة بأسرع وقت ممكن" للحيلولة دون ظلم خريجي هذا العام".

أما الطالب عمر أبو ندى فقد أكد بأن "إشكالية الجامعة ليست إداريةً وإنما هي ناجمة عن المناكفات السياسية ومن حق الطالب ضمان مستقبله بعيدًا عن هذه المناكفات"، متوجهًا إلى طرفي الأزمة بأن "يجعل كل منهما نصب عينيه مصلحة الطالب في الجامعة، وإبعاد تأثير المشاكل السياسية عن مستقبل الطلبة".

وتوافقت الطالبة ياسمين أبو زايد في الرأي مع زميليها موضحةً أن "الخلاف السياسي بالجامعة يضر بالطلاب وليس بأطراف النزاع، وغزة تعاني من ضغوطات وأزماتٍ كثيرة سببها الانقسام ثم الاحتلال"، مضيفة، "قضية جامعة الأقصى تزيد الطين بِلة وتضاعف من معاناة الشعب عامةً والطلاب خاصة".