شبكة قدس الإخبارية

لغز كوكب بلوتو: جبلاه ربما يكونان بركانيان

٢١٣

 

هيئة التحرير

لندن – قُدس الإخبارية: مازال كوكب بلوتو مصدر حيرة للعلماء الفلكيين، رغم أن مسبار الفضاء "نيو هورزونز" التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" قد اقترب منه بصورة لا مثيل لها في 14/تموز الماضي.

واَخر مصادر حيرة العلماء جبلان يتجاوز قطر كل منهما 161 كيلومتراً، ويزيد ارتفاع الواحد على بضعة كيلومترات، وعلى قمة كل واحد منها منخفض يضاهي البراكين المعروفة في الأرض، وتلك التي عثر عليها على المريخ.

ولاتزال الصور والقياسات التي التقطت خلال اقتراب المسبار من الكوكب تصل تباعاً على الأرض، ومن بين خمسين تقريراً سيطرحها باحثوا المسبار هذا الأسبوع على بساط البحث، سيتم إلقاء نظرة ثاقبة على هذين الجبلين اللذين يطلقان صخوراً منصهرة وغازات متجمدة.

ويؤكد الباحث أوليفر وايت الذي يعمل في برنامج المسبار "نيو هورايزونز" ومركز "اَميس" البحثي التابع لوكالة "ناسا"، أن مثل هذا الأمر لم يشاهد قط في النطاق الخارجي للمجموعة الشمسية، مشيراً إلى أن فكرة وجود براكين على بلوتو الذي يبلغ بعده عن الشمس نحو ثلاثين مرة مثل المسافة بين الأرض والشمس  تبدو غريبة.

ووفقا لوكالة رويترز العالمية، فإنه علاوة على ما تطلقه براكين بلوتو من الصخور المنصهرة، فإنه ينبعث منها أيضاً الماء المتجمد وغازات متجمدة مثل النيتروجين والأمونيا والميثان.

وكان بلوتو يعتبر مجرد كوكب قزم متجمد إلا أنه ظهرت على سطحه بوادر أنشطة جيولوجية، بما في ذلك تحركات محتملة سابقة وحالية للكتلة البنائية للقشرة الخارجية أو ما تسمى الحركات التكتونية.

ورصد المسبار "نيو هورايزونز" شقوقاً عميقة كثيرة على سطح بلوتو طول أكبرها 322 كيلومتراً. وقال الباحث وايت، إن وجود مثل هذه التصدعات الكثيرة على هذا الجانب من بلوتو يوضح ان سطح قشرته الخارجية شهد تمدداً كبيراً في أحد الأزمنة التاريخية.

ويشك العلماء في أن تحلل عناصر مشعة بصورة طبيعية في جوف الكوكب كان مصدرالحرارة التي ساعدت في تحوله وأوضحت صور إلتقطها المسبار أثناء إقترابه من الكوكب طبقة سميكة من الأجواء الضبابية الكثيفة فيما كشفت صور قريبة من سطح الكوكب عن دفقات من غاز النيتروجين المتجمد.

وتصل درجة حرارة سطح بلوتو 235 درجة مئوية تحت الصفر، ما يعني أن سطح بلوتو من غاز النيتروجين المتجمد.

واللغز المحير الاَخر هو كيف أحتفظ بلوتو بهذا "الوجه الشاب"، إذ كان يعتقد أن هذا الجرم المتجمد الذي يبدو حجمه أصغر من القمر الذي يدور حول الأرض حافلاً بالحفر والوهاد نتيجة إصطدام صخور حزام "كويبر" بسطحه والكتل الصخرية الأخرى التي أنهمرت عليه على مر العصور.

وحزام "كوبير" الذي اكتشف عام 1992 هو منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها حول الشمس بعد كوكب"نيوتن"، ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفة عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليارات عام، وهذا الحزام آخر منطقة مجهولة على أطراف مجموعتنا الشمسية وتم اكتشاف أكثر من أربعين جرماً فلكياً في نطاقه.

ومنذ اكتشافه عام 1930 لايزال بلوتو لغزاً محيراً، ويرجع ذلك في جزء منه لكونه صغير الحجم مقارنة بالكواكب الأخرى. وقد بذل العلماء جهداً خارقاً في تفسير كيف أن كوكباً قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتراً يمكن أن يستمر في الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشتري وزحل وأورانوس ونيوتون.