القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: بعد ثلاثة أسابيع من انفجار الضفة الغربية تضامنا مع القدس التي سبق انفجارها ذلك بأسابيع أخرى، حضر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة زاعما أنه يبحث عن التهدئة، ليعلن اليوم السبت عن "تعهدات نتنياهو" بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى وتهدئة الأوضاع فيه.
تفاصيل هذه التعهدات وفقا لكيري سيعلن عنها نتنياهو لاحقا، لكن ذلك لم يمنع أن يقدم الوزير الأمريكي رؤوس أقلام لما تم التوافق عليه، وهو تعهد نتنياهو بالسماح للمسلمين وحدهم بالصلاة في المسجد الأقصى، مقابل السماح لغير المسلمين (بزيارته) دون أداء أي صلاة فيه.
وتتضمن التعهدات أيضا، التنسيق مع الجانب الأردني لوضع كاميرات في كل أرجاء الأقصى وعلى مدار 24 ساعة، بهدف مراقبة ما يجري من "انتهاكات للاتفاق" داخل الأقصى. وادعى كيري أن هذه المبادرة تهدف إلى التهدئة في الأقصى، وأن الجانب الأردني وافق عليها، وهو ما لم يتم تأكيده من المملكة الأردنية حتى الان.
ويصف الباحث المختص في شؤون القدس جمال عمرو المقترح بأنه أخطر من وعد بلفور وكارثة مكتملة الأركان"، مبينا، أن المقترح يشرعن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وينقل "العصمة" لحكومة الاحتلال التي ستمن على المسلمين السماح لهم بالصلاة في الاقصى، وستملك حق التحكم في الكاميرات المذكورة.
ويوضح عمرو لـ قُدس الإخبارية، أن هذا الاتفاق – لو تم التوصل إليه رسميا – سيجعل تصدي المرابطين والمرابطات لاقتحامات المستوطنين بالتكبير والتهليل كما جرت العادة خرقا للاتفاق الرسمي بين البلدين، ومخالفة قانونية تستدعي الاعتقال دون اعتراض من أي طرف.
وتشكل الكاميرات التي سيتم نصبها الجزء الثاني من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية لإحكام القبضة على الأقصى، فيؤكد عمرو، أن هذه الكاميرات ستشاهد فقط تكبيرات المصلين من الرجال والنساء، لكنها لن تشاهد استفزازات المستوطنين وصلواتهم التي لن يردعهم شيء عن أدائها، حيث سيبقى التحكم فيها مرهونا بمزاج شرطة الاحتلال.
وكانت عصابات استيطانية دعت اليوم لاستئناف اقتحامات المسجد الأقصى غدا الأحد بشكل طبيعي، بعد أن توقفت الجمعة خوفا من ردة فعل شديدة لالاف الفلسطينيين الذين تدفقوا إلى الأقصى، والسبت كونه يوم إجازة مقدس لدى اليهود، مؤكدة، أن أبواب الأقصى ستكون مفتوحة بين الساعتين السابعة والحادية عشر.