ترجمات عبرية-خاص قدس الإخبارية: استطاعت عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار التي تصاعدت بالآونة الأخيرة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال بمختلف المناطق الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية والقدس المحتلة والمدن المحتلة عام 48 والتي ينفذها فلسطينيون، أن تفرض على الإسرائيليين نمط حياة باتوا يضجون منه ويعلنون عن تذمرهم نظرا للتعقيدات التي يفرضونها على أنفسهم.
بالأمس أعلن أحد متاجر الاسلحة الشخصية في القدس المحتلة عن نفاد الكمية، والتي تنوعت ما بين المسدسات وعبوات الغاز، والصواعق الكهربائية، وحتى السكاكين، نظرا للإقبال منقطع النظير على شراء هذه الأسلحة في محاولة من الإسرائيليين للشعور بالأمن.
هذا الإقبال من قبل المستوطنين على شراء تلك الأسلحة، بحسب القناة العاشرة العبرية لم يثمر إلا عن المزيد من الذعر، فنفاد الكمية يعني أن المستوطنين باتوا لا يشعرون بالأمن ولا يثقون بالأمن الإسرائيلي في حمايتهم، بالإضافة ان اقتناء هذه الأسلحة بات يفرض عليهم نمط حياة معين، حتى وإن خرجوا للشوارع لا يامنون ويسيرون بسرعة ومنهم من يسلك طرقا فرعية، ومنهم من يمشي متنقلا بين البنايات، ومنهم من بات إذا أراد الخروج من المنزل الاتصال بالشرطة لتأمن له الطريق".
إحدى المستوطنات التي تسكن في منطقة "التلة الفرنسية" تقول للقناة السابعة العبرية "إن هذه العمليات من الواضح أنها لن تتوقف، في كل يوم يطعن الكثير، يموت بعضهم ويبقى الرعب يعايش العديد الآخرين، لا نعرف ماذا سنفعل، نغلق على أنفسنا بيوتنا كل يوم من الساعة 5 مساء حتى طلوع الفجر، بتنا لا نأمن على أنفسنا وأولادنا الخروج حتى للسوق القريب، لاننا نشعر أن الموت يترضدنا في كل مكان".
يقول مستوطن آخر: "على السلطات الإسرائيلية منع العرب من استخدام الحافلات والمركبات العامة، هذا سيمنع حدوث عمليات تخريبية، العملية الأخيرة اكبر برهان على ضرورة تطبيق هذا الإجراء، العشرات منا لم يعد يستخدم تلك الوسائل بسبب وجود العرب".
في نفس السياق، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن الناطق الرسمي لشركة الحافلات "إيجيد" الاسرائيلية، التي تضم حافلات المواصلات العامة في القدس، قوله: إن "عدد مستخدمي حافلات المواصلات العامة في القدس انخفض بنسبة أكثر من 30%، وهناك حافلات تسير فارغة في الشوارع.
ولم تقتصر هذه الحالة على حافلات المواصلات العامة الداخلية في مدينة القدس فقط، بل امتدت لتصل كل الخطوط التي تربط القدس بباقي المدن والمناطق، وعلى سبيل المثال، الحافلة التي تنطلق من تل أبيب إلا القدس نادرًا ما يجد المسافر فيها مكانًا للجلوس، خاصة تلك التي تنطلق في ساعات الذروة في الصباح، لكن صباح اليوم اقتصر عدد المسافرين على ثمانية فقط.
وبحسب الناطق بلسان "إيجيد"، يعتبر هذا الانخفاض طفيفًا في الوقت الراهن، وتتوقع الشركة انخفاضًا حادًا أكثر إذا ما استمر الحال هكذا، وقال: "الوضع غير مطمئن، لا أحد يستخدم المواصلات العامة خاصة في ساعات الليل، لا أحد يخرج من البيت إلا إذا كان ملزمًا بعمل أو تعليم، الجميع يفضلون البقاء آمنين في منازلهم".
كذلك الأمر في القطار الداخلي في المدينة، في ساعات بعد الظهر في الأيام العادية يصعب إيجاد مكان لطفل صغير، سواء على المقاعد أو وقوفًا، لكن في هذه الأيام يكون في القطار نحو عشرة ركاب أو أكثر قليلًا في ساعات الذروة.
ويؤكد الناطق باسم إيجد أن "الخوف هو السبب الوحيد لانخفاض نسبة مستخدمي المواصلات العامة"، وتأمل الشركة أن يكون زيادة عدد الجنود وحراس الأمن في الحافلات سببًا لإعادة الناس إلى الحافلات، " أنا واثق أنهم وبمجرد شعورهم بالأمان سيعودون لاستخدام المواصلات العامة".
وفي حادثة طريفة كتب أحد المستوطنين من أصول يمنية على قميصه "اهدأوا أنا يمني" خوفا من قتله بسبب شكله وملامحه العربية، بعد عملية الطعن التي ادعى الاحتلال ان مستوطنا نفذها ضد أحد المستوطنين من أصول يمنية بمنطقة حيفا ظنا منه أنه عربي.
من جهة أخرى، ذكر موقع "والا" الإسرائيلي، مساء الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي سيسمح خلال أيام لجنوده بحمل السلاح في الإجازات المحددة لهم.
وأوضح الموقع، أنه صدر قرار منذ أشهر بمنع أعداد كبيرة من الجنود بالعودة لمنازلهم ومعهم أسلحتهم في أعقاب موجة من إدعاءات بسرقة الأسلحة أو بيعها.
وبين الموقع أن القرار جاء في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى أن جنديا نجح في قتل فلسطيني بتل أبيب منذ يومين بعد هجوم بالطعن في المنطقة.