شبكة قدس الإخبارية

في ذكراها الـ62.. مذبحة "قبية" لعنة على المحتل

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة-قدس الإخبارية: قبل 62 عاماً وفي مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953، في تمام الساعة السابعة والنصف مساء قامت الوحدة 101 للعمليات الخاصة بقيادة  أريل شارون والوحدة 890 للمظليين وقوامها ستمائة   بحصارالقرية، وعزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون.

واستمر القصف حتى الرابعة صباح اليوم التالي، مما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم، ثم بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية، تم فيها إلقاء القنابل داخل البيوت، وإطلاق النار عشوائيا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار.

بعد ذلك قام المظليون بنسف البيوت فوق رؤوس سكانها، وقد قدر عدد البيوت التي نسفت في هذه العملية بـ 56 منزلاً، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.

وفي نفس الوقت وحتى لا تصل أية إمدادات إلى القرية، توجهت قوات معادية وطوقت قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع ذلك، وقامت بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إلى قبية.

بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة من رجال ونساء وأطفال حوالي 77 من أهل قبية، وجرح مئات آخرون.

كان من أشد المناظر إيلاماً، منظر امرأة من أهل القرية، وهي تجلس فوق كومة من الأنقاض، وترسل نظرة تائهة إلى السماء، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزقا من كثرة الطلقات النارية التي أطلقت عليه وملقى على الطريق المواجه لها.

المنازل المهدمة بعد مذبحة قبية

من الأسر التي أبيدت بأكملها في  المذبحة أسرة "أبو زيد  المكونة من أربعة أفراد"  وأسرة "محمود المسلول المكونة من ستة أطفال" وزوجة محمود إبراهيم وأطفالها الثلاثة، وحسين عبد الهادي وعمره 64 عاماً ولطيفة حسين عبد الهادي وعمرها 12عاماً.

وقبية هي قرية فلسطينية تقع على بعد 11 كيلومترا إلى الشمال الشرقي لمدينة اللد وإلى الغرب من مدينة رام الله ، كان عدد سكانها 1,635 نسمة إضافة إلى حوالي أربعة الاف مهجر من مدن وقرى أخرى، وكانت تتبع قضاء الرملة قبيل النكبة، والان تتبع قضاء رام الله.

جاءت المذبحة انتقاما لعملية تسلل تمت في 12 أكتوبر 1953 من الأردن إلى مستوطنة يهودية، وقام المتسللون وقتها بإلقاء قنبلة داخل المستوطنة وقتل فيها يهوديان وأصيب  ثالث، وفر المتسللون عائدين إلى الاردن.

وفي اليوم التالي قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي،  ديفيد بن غوريون، وحكومته الرد بملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية التي مر من خلالها المتسللون، ونص قرار المذبحة على "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قوية لسكانها بهدف تهجيرهم.

المصدر: الجزيرة