شبكة قدس الإخبارية

أثارت ضجة واسعة.. صحافية إسرائيلية: رشق الحجارة حق وواجب

هيئة التحرير

"إلقاء الحجارة حق وواجب فطري لكل من يقع تحت حكم أجنبي"، هكذا افتتحت الصحافية الإسرائيلية عميرة هس مقالها في جريدة هآرتس يوم الأربعاء الماضي. وقد أثار مقال هس جدلاً واسعاً في الساحة الإسرائيلية، وأغضب المستوطنين الذين اعتبروه تحريضاً ضدهم. وبرز هذا الجدل خاصة في ظل تزامن نشر المقال مع تكرار حوادث إلقاء الحجارة على المستوطنين في شوارع الضفة الغربية.
الصحافية هس قالت في مقالها: "من المنطقي أن يتم تدريس الطلاب في المدارس الفلسطينية دروساً أساسية في المقاومة، مثلا: كيف تُنفذ فعالية قريبة من جدار وبرج في منطقة ج، أو كيف تتصرف في حال مداهمة عسكرية للبيت، أو المقارنة بين النضالات ضد المستعمرين في بلدان مختلفة، أو كيف يٌستعمل الفيديو لتصوير عنف أفراد النظام،أو مثلا يتعلموا طرقاً لاتعاب الجهاز العسكري وممثليه، أو مثلا ينظمون لهم يوم تجنيد أسبوعي للعمل في الأراضي وراء جدار الفصل..".

إلا أن المستوطنين ثاروا غضباً من مقال هس وبدؤوا بكيل الاتهامات لعميرة وطالبوا باعتقالها، معتبرين مقالها تحريضاً صريحاً على "الإرهاب" ودعم للفلسطينيين في القاء الحجارة. 

رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية قدم شكوى رسمية للشرطة الإسرائيلية ضد كل من عميرة هس وألوف بن محرر صحيفة "هآرتس". وطالب رئيس مجلس المستوطنات في شكواه بفتح تحقيق جنائي مع الصحفية هس وتحويلها هي والمحرر إلى المحاكمة بتهمة التحريض على العنف، معتبرين مقالها محاولة "لإضفاء الشرعية على رشق الحجارة".

ويطالب المستوطنين بإيقاع أشد العقوبات على راشقي الحجارة واعتبار فعلهم "فعلاً إرهابياً". وفي ذات السياق، كانت محكمة الاحتلال الإسرائيلية قد أدانت الأسبوع الماضي فلسطينياً بالقتل بعد أن تسبب حجر ألقاه على سيارة قرب مستوطنة "جوش عتصيون" بمقتل مستوطن وابنه. كما تزايد في الآونة الأخيرة الحديث في الإعلام الإسرائيلي عما "يمكن للحجر أن يفعل، في محاولة للتحريض على الشبان الفلسطينيين. وكانت محكمة عوفر قد اعتبرت في قضية سابقة أن إلقاء الحجارة يشكل "خطراً على المستوطنين وأن خطره قد يفوق إطلاق الرصاص".

وقد بث التلفزيون الإسرائيلي الجمعة تقريراً يرصد تخوف المستوطنين مما أسماه "انتفاضة الحجارة"، وورد فيه أن "الحجر عاد كأداة للقتال في وجه المستوطنين والجنود الاسرائيليين مرة أخرى وبشكل واسع".

وقد قالت عميرة في مقالها إن المقاومة والصمود أمام العنف المادي والمؤسسي الإسرائيلية هما أهم معالم الحياة اليومية للفلسطينيين، ففي كل يوم وكل ساعة كل لحظة هم مجبورون على مقابلة هذا العنف، دون راحة ودون انقطاع. وتقول هس: تتجمع على جانبي الخط الاخضر رواسب اختناق وضيق وشعور بالمرارة وخوف وغضب وذهول، رواسب تتساءل كيف يستطيع الاسرائيليون ان يكونوا عميانا لهذه الدرجة وان يعتقدوا أن عنفهم سيستمر الى الأبد.

وذكرت هس إن "رشق الحجارة ينبع في مرات كثيرة من الملل وزيادة الهرمونات والتقليد والادعاء والمنافسة، ولكنه في ذات الوقت يعبر عن أن الفلسطينيين قد ضاقوا ذرعا بالمحتلين". وتبرر ذلك قائلة : كان بامكان المضطهدين أن يختاروا طرقاً أخرى لتصريف تلك الهرمونات والمشاعر بدلاً من أن يعرضوا أنفسهم لخطر الاعتقالات والغرامات المرتفعة بل حتى الاصابة أو الموت".

يذكر أن عميرة هس (57 عاماً) هي صحافية إسرائيلية متخصصة في الشؤون الفلسطينية، وتعتبر أول صحفية اسرائيلية تعيش في وسط المجتمع الفلسطيني، فقد عاشت في غزة لعدة سنوات، وتعيش اليوم في رام الله، وتصنف كصحافية اسرائيلية يسارية.