القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: على صوت موسيقي هادئة ومع فنجان قهوة، تستطيع أن تقرأ وأنت تتنفس رائحة القدس على اطلالة حاراتها، فللقراءة طقوسها التي يحتاجها كل قارئ للانغماس بين السطور والكلمات.
تستطيع ان تمارس طقوس القراءة داخل اسوار القدس القديمة على اطلالتها، او حتى بين جدران تراثية عريقة ذات طراز معماري اسلامي وذلك في مكتبة جامعة القدس العامة، اللتي افتتحت حديثا في شهر تموز بعقبة الرصاص تحت ادارة الجامعة، كأول مكتبة عامة فلسطينية في البلدة القديمة من القدس.
ويقول نائب مدير المكتبة ماهر الدجاني لـ قُدس الإخبارية، إن المكتبة تهدف لتفعيل دور الثقافة في مدينة القدس وتعزيز الانتماء الوطني للحفاظ على الهوية الثفافية من خلال إبراز دور المكتبات، حيث تستهدف سكان القدس عامة وطلاب المدارس والجامعات، والزوار الاجانب، لتكون نقطة جذب للالتقاء واستلهام المعرفة فهم يستطعون من خلالها قراءة ما يحلو لهم من الكتب والمجلات أو كتابة الأبحاث والدراسات.
ويضيف الدجاني، أن المكتبة تتيح المجال لعقد ندوات أو ورشات عمل وحتى عروض أفلام وثائقية وذلك باستخدام قاعة المكتبة المتعددة الاستخدامات، حيث تحتوي على تجهيزات تقنية من شاشة عرض وأجهزة حواسيب لتعزيز دور التكنولوجيا.
ويتابع، "سنسعى لعمل ورشات وندوات دورية داخل المكتبة بهدف التواصل مع الجمهور المقدسي والزوار وزيادة الروابط وتثقيف العامة في مواضيع مختلفة تسعى لنمو الوعي المقدسي".
وأوضحت عفاف أسعد موظفة بالمكتبة لـ قُدس الإخبارية، أن المكتبة مزودة بجميع ما يحتاجه المستفيد من قاعدة بيانات وخدمة الانترنت وأجهزة حواسيب لوحية، مشيرة إلى توفر 2000 كتاب ذات مواضيع مختلفة وتتركز بعضها على الكتب التاريخية بما يهم قضية القدس وفلسطين.
وأضافت، أن العمل جارٍ لتزويدها بكميات اخرى فهناك قدرة لاستيعاب عدة الاف اخرى من الكتب، إضافة لتوفر كتب باللغة الانجليزية، واحتوائها على المخطوطات والدراسات والأبحاث المتوفرة.
وبالاضافة للقاعة متعددة الاستخدامات؛ تضم المكتبة في الطابق الأول كافتيريا للمشروبات والوجبات الخفيفة، كما يضم الطابق الثاني مكتبا للموظفين وقاعة خاصة للقراءة واخرى للكتب، واما الطابق الثالث فهو عبارة عن شرفة تطل على حارات البلدة القديمة وعلى الاماكن المقدسة للمدينة وتم تسميتها بـ "مطلة القدس".
ومما يزيد المكتبة تميزًا توسطها للبلدة القديمة، يجعلها المتنفس الثقافي الوحيد لسكان المدينة حيث يحيطها مجموعة مدارس يستطيعون الطلبة الاستفادة منها في أي وقت، فحتى طلاب الجامعة البعيدة عن القدس يرونها مكانا قريبا يلتجأون اليه لاتمام أبحاثهم ودروسهم الجامعية.
وتقول طالبة الاعلام في جامعة بيرزيت سارة الدجاني لـ قُدس الإخبارية، "سعدت جدا عند سماعي بافتتاح مكتبة في البلدة القديمة فقد أصبح بامكاني اتمام أبحاثي بمكان قريب عن منزلي خاصة أن جامعتي بعيدة واحتاج احيانا لساعات للوصول اليها وإتمام أبحاثي".
وتعتقد الدجاني بأهمية المكتبة الخاصة في ظل ما تعانية البلدة القديمة من سوء في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية، "إن وجود مكتبة سيساعد ولو قليلاً على جذب الشباب المقدسي ذكورا وإناثاً إلى المنطقة والتي تحتاج لإحياء عربيٍ واضح حتى تتغلب على كل محاولات الطمس والتهويد التي تتعرض لها من قبل الاحتلال".
ومن المتوقع ان تكون المكتبة خلال الفترة القريبة جاهزة بكل خدماتها خاصة مع بداية العام الاكاديمي الجديد للمدارس والجامعات حيث يزيد عدد روادها، فيتم الان استكمال تجهيزات الخدمات في المكتبة علما انها مفتوحة الان امام الجميع وستكون ساعات الدوام فيها في فترات صباحية ومسائية حتى يتسنى الاستفادة منها بجميع الاوقات وكافة فئات المجتمع.
ومن المخططات المستقبلية توفير خدمة استعارة الكتب للمستفيدين بحيث يستطيع اسستعارة الكتب لايام محدودة عن طريق الاشتراك في الخدمة.