ترجمات خاصة-قدس الإخبارية: علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها على قرار الرئيس عباس بعدم الترشح لأي مناصب أخرى في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وقالت "إن عباس الهرم يعمل على تمهيد الطريق لخليفته، وشل منافسيه".
وتضيف الصحيفة أن "الرئيس عباس يخطط، لإلقاء خطاب مهم يوضح فيه معالم استراتيجية جديدة للكفاح الوطني الفلسطيني في المرحلة المقبلة، في حين يعتقد المحيطون به انه يحاول تأكيد شرعيته، أو انه يهدف بالفعل رفد مؤسسات السلطة والمنظمة المهترئة بدماء شابة".
تقول معدة التقرير "جودي رودورن": "كل الساسة والمحللون في رام الله مشغولون الآن بتفسير خطوات عباس الأخيرة، التي تركزت على دعوة المجلس الوطني الفلسطيني للاجتماع، الذي لم يلتق أعضاؤه السبعمئة منذ حوالي 20 عاما".
وتنقل الصحيفة في تقريرها تصريحات القيادي البارز في حركة فتح أمين مقبول، قال فيها "إن الرئيس عباس، الذي يدخل عامه 81 هذا العام، لن يترشح لرئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. كما وتنقل عن "ديانا بطو" التي كانت تعمل مساعدة للرئيس عباس قبل عدة سنوات، قولها: "إنه يحكم بالحد الأدنى منذ عام 2009، وقد يعود إلى فترة عام 2006، فهو من الصعب التعامل معه بجدية".
وتضيف بطو للصحيفة: "قال إنه لا يريد ترشيح نفسه، ولكنه لم يقل إنه لن يقبل ترشيحه، فدائما ما يبقي الباب مفتوحا". كما وتنقل الصحيفة عن قدورة فارس، وهو أحد قادة حركة فتح "إن تصريحات عباس "ليست مخادعة"، فهو يعرف أنه "وصل إلى نهاية مساره السياسي"، وأضاف: "هذا أمر جدي، وليست تهديدات". ويضيف فارس: "يبدو أن الكيل قد طفح بأبي مازن".
وتبين رودورن أن عباس استمر في الحكم منذ 11 عاما، حيث كان من المقرر أن تكون فترته 4 سنوات، لكن غياب الانتخابات جعله في السلطة طوال هذه المدة. وخسر عباس ثقة الناخب الفلسطيني، فقد أظهر استطلاع نشر يوم الثلاثاء أن الثقة بالرئيس تراجعت إلى نسبة 16% من 22% في آذار/ مارس.
وتلفت الصحيفة كيف تراجعت القضية الفلسطينية من المرتبة الأولى في أولويات المجتمع الدولي والعالم العربي إلى المرتبة الأخيرة، خلال تلك السنوات، مشيرة إلى أن كلا من الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي منشغل بالصفقة النووية مع إيران والحرب ضد تنظيم الدولة. ومثال على هذا الحال غياب مقترح فرنسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من أجندة الأمم المتحدة.
وتعزوا الصحيفة أن سبب الميول الداخلية لعباس هو غياب الاهتمام الدولي، ويقول مساعدوه إنه ينوي عزل أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممن قضوا فيها ردحا من الزمن، بالإضافة إلى تغيير قيادة حركة فتح. ويرى النقاد أن ما يقوم به عباس هو حملة تطهير لأي شخص يدعم قيادة بديلة عنه، مثل مروان برغوثي أو محمد دحلان.
كما تنقل الصحيفة عن القيادي في حركة فتح والمقرب من عباس الدكتور قوله: "الرسالة للفلسطينيين هي أننا ندخل دماء جديدة"، مع أنه وعدد آخر من قادة حركة فتح امتنعوا عن ذكر أسماء. وتكهن قائلا: "نريد استراتيجية جديدة، هذا ما يقوله عباس. وعندما سئل عن ماهية هذه الاستراتيجية، أجاب: "لا أدري".
وتنوه الصحيفة إلى أن البعض قد عبر عن قلقه من أن الاستراتيجية الجديدة قد تكون إعادة ترتيب كراسي الطاولة سواء في حركة فتح أو في المنظمة، وهو ما أشار إليه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي، منذ ثلاثة عقود عندا استشهد بالمثل الشعبي الذي يقول: "ما يجري الآن هو طحن حبات السمسم" سواء كان فيه زيت أم لا.
ويقول الطيراوي، الذي كان مقربا من عرفات، وانتقد دائما تركيز عباس على المفاوضات: "تغيير القيادة من أجل تطبيق خطط واستراتيجيات سياسية مختلفة، هذا أمر جيد"، وأضاف: "لو اقتصر الأمر على تغيير الأشخاص دون تغيير الخطط والاستراتيجيات، فإنه أمر سيكون ليس جيدا".
ويلفت التقرير إلى أنه في بداية الصيف قرر عباس عزل ياسر عبد ربه من الأمانة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية،، وتعيين كبير المفاوضين صائب عريقات، لكن عبد ربه رفض تقديم استقالته من اللجنة التنفيذية.
وتنقل الصحيفة عن مستشار عباس نمر حماد قوله: "إن الهدف الرئيس للاجتماع القادم هو تعيين نائب للرئيس، ويعد عريقات من المرشحين المحتملين لتولي المنصب والآخر هو مدير المخابرات ماجد فرج". مشيرة إلى أن النزاعات في قمة القيادة لا تهم الشارع الفلسطيني بقدر كبير، فهو مشغول بهموم البحث عن عمل، وتأخر إعمار غزة.