نابلس – قُدس الإخبارية: منذ اليوم الذي أعلن فيه الاسير الفلسطيني محمد علان (31 عاما) عن إضرابه عن الطعام، أصيب اصدقاؤه ومعارفه بالخوف لأنهم أدركوا أنه سيذهب في اضرابه حتى النهاية، انطلاقا من ايمانه بالقضية التي يدافع عنها.
علان من مواليد قرية عينابوس جنوب مدينة نابلس التي يعيش فيها نحو 3500 فلسطيني، وزحفت في اتجاهها مستوطنة يتسهار الاسرائيلية، وقد شاهد بأم عينيه مصادرة أراضي قريته لتوسيع المستوطنات في الضفة المحتلة.
وتنقل وكالة فرانس برس عن المحامي عدوي علوية صديق محمد، أنه كان شعاره إما الحياة بكرامة أو الموت شهيدا في رفضه الاعتقال الاداري، وأضاف، "انه يحب الحياة، وعندما يؤمن بقضية يدافع عنها ولا يقف في طريقه شيء. خفنا عليه كثيرا عندما بدا الاضراب وكنا نعرف انه سيكمل للنهاية".
ووفقا للوكالة الفرنسية، فإن محمد نشأ في عائلة متوسطة الحال ملتزمة دينيا، وله عدد كبير من الاخوة والاخوات من والده المتزوج من ثلاث نساء والذي يعمل معالجا بالاعشاب.
وتضيف، أنه عرف عنه اجتهاده، حيث انهى دراسته الثانوية في مدينة نابلس، وكان يعمل خلال العطلة الصيفية داخل الأراضي المحتلة عام 48، قبل ان يتوجه للدراسة في الجامعة الاميركية في مدينة جنين، وخلال العطل الصيفية كان يعمل في مجال البناء.
واعتقلت سلطات الاحتلال علان للمرة الاولى من عام 2006 حتى عام 2009، واتهمته حينها بانه عضو في حركة الجهاد الاسلامي، وبعد الافراج عنه اكمل دراسته، واثناء التدريب في مجال المحاماة عام 2010 اعتقل مرة اخرى لمدة 50 يوما ثم اطلق سراحه.
وتضيف فرانس برس، أن علان فتح مكتبا للمحاماة قبل ثلاث سنوات وعمل في القضايا الجزائية وقضايا الشركات ونجح في مجاله بشكل كبير. ويقول صديقه عدوي علوية "نادرا ما كان يخسر قضية في المحكمة، كان معروفا في اوساط المحامين والقضاة".
اما صديقه المحامي نجيب ريان الذي تعرف عليه في اروقة المحاكم فيقول عنه، "رغم انه كان جديدا في المهنة نسبيا الا اننا كنا نتعلم منه وكان بارعا، كذلك لم يترك مناسبة اجتماعية الا شارك فيها .. كان محبوبا ومتواضعا جدا".
وروى ريان، "ان احد فلسطينيي الاردن كان يحتاج الى جراحة عاجلة فتبرع له بجزء من تكاليفها وحثنا كمحامين على التبرع، واجريت العملية لهذا الشخص قبل اعتقال علان بشهر".
ويأخذ عليه اصدقاؤه انه كان ينشر على موقع فيسبوك ما كان يفكر فيه من دون مواربة ولم يكن يخاف الاسرائيليين.
اما جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" فاتهمه بانه عاود نشاطه في حركة الجهاد الاسلامي، مدعيا انه تلقى "معلومات استخباراتية كثيرة وخطيرة حول اتصالات له مع نشطاء من الجهاد الإسلامي لتنفيذ هجمات خطيرة".
وأضاف الجهاز ان اعتقال علان من 2006 حتى 2009 كان على خلفية تعبئة استشهاديين وتنظيمهم لتفجير انفسهم ومساعدة مطلوبين للاختباء من قوات الاحتلال.
وكانت محكمة الاحتلال أصدرت أمس الأربعاء قرارًا بتجميد اعتقاله الإداري، بعد أن أثبتت صورة الرنين المغناطيسي إصابة جزء من دماغه بالتلف، نتيجة إضرابه الذي استمر 65 يوما متواصلا.