"حينما تعبس لك المدن الكبيرة يبتسم المخيم" شعارهم. من هذا المنطلق المبتسم واعتزازاً بمخيمهم أنشأت مجموعة من الشباب الفلسطينيين في مخيم اليرموك صفحة على موقع "الفيسبوك" بعنوان "مخيم اليرموك نيوز"، وهي صفحة تشكل مجلة اخبارية اجتماعية تهتم بشؤون وأخبار المخيمات الفلسطينية في سوريا عامة ومخيم اليرموك خاصة.
تنطلق صفحة "مخيم اليرموك نيوز" من قلب مخيم اليرموك وهي أول صفحة لمخيم فلسطيني في الشتات، ويعتبرها البعض الأوسع انتشاراً بين صفحات المخيمات. "محبته للمخيم جعلته ينشىء الصفحة ليبقى على تواصل مع مخيمه"، هكذا عبّر أحد مديري صفحة مخيم اليرموك نيوز (ع. أ.) لشبكة قدس عن هدف مؤسس الصفحة.
تنشر الصفحة أخبار المخيمات الفلسطينية في سوريا وعلى رأسها مخيم اليرموك عن طريق شبكة مراسلين من الشباب المتطوعين الموزعين في انحاء المخيمات. يشرح ع.أ. لشبكة قدس أن شعارهم الذي يعملون وفقه هو "ليس المهم سرعة نشر الخبر إنما مصداقيته"، لذلك لا تنشر الصفحة أي خبر إلا بعد التأكد منه، وغالباً ما تعتمد على المراسلين الميدانيين الذين يشاهدون الحدث بأعينهم ويوثقونه.
بحسب ع.أ. فإن للصفحة تأثيراً كبيراً على المتابعين بكافة أطيافهم، وتعتبر ملتقىً للنقاشات والتواصل بين الناس، وخلق روح المودة بينهم. ويعتبر أن "الفيسبوك" منبر جيد يمكن من خلاله الوصول إلى فئات متعددة ومختلفة من الناس مهما توزعت أماكن تواجدهم الجغرافية. "الفيسبوك يُقصر المسافات ويُلغي الحدود"، لكن طموحهم تجاوز حدود الفيسبوك إلة ما هو أعمق وأكثر انتشاراً.
فقد شاركت الصفحة على أرض الواقع في عدة فعاليات داخل المخيم. واعتبرت عنواناً لكثيرين توجهوا إليها للاعلان عن فعالياتهم المتنوعة من محاضرات وأمسيات في المخيم. وقد ساهمت الصفحة أيضًا ومن خلال الفيسبوك في الحشد لفعاليات وطنية من أبرزها الدعوة للزحف في ذكرى النكبة الى حدود فلسطين عام 2011 والدعوات لمسيرات يوم الأرض.
أما فيما يتعلق بالثورة السورية، فقد آثرت الصفحة التزام الحياد وفضّلت عدم التعبير عن موقف بعينه تجاه الأحداث في سوريا، خوفاً من أن يؤثر ذلك على مصير الفلسطينيين داخل المخيم. ويقول عن ذلك ع.أ. "راعينا في ذلك المصلحة العامة على المواقف الخاصة، فنقلنا الأخبار دون التحيز لطرف معين".
على الرغم من هذا الموقف الحساس، إلا أن الصفحة اهتمت بالجانب الإنساني للثورة السورية، وبالأخص أوضاع النازحين السوريين داخل المخيم وحوله، فقد بادرت وبشكل ملحوظ في حملات الإغاثة والمساعدة والإعلان عن احتياجات النازحين للمخيم مما لاقى إقبالًا واسعا ورواجًا بين أقطاب المتابعين الذين استمدوا المعلومات من خلال الفيسبوك ودفعتهم للعمل على ارض الواقع.
وقد كسبت الصفحة رواجاً بارزاً بعد تصاعد الأزمة السورية، إذ زاد المعجبون بالآلاف في وقت زمني قصير، خاصة في ظل انقطاع الاتصالات بين أهل المخيم وأقاربهم في الخارج في ظل الأزمنة الراهنة. وفي ذلك اعتبرت الصفحة مصدراً رئيسياً لتناقل الأخبار والاطمئنان على أحوال المخيم وأهله.
قد تكون الحدود الجغرافية عائقاً للتواصل، ولكن مع تطور التكنولوجيا وومساهمتها في اختصار المسافات وخرق الحدود، كان للشباب الفلسطيني عنوانٌ آخر بحياتهم "أن لا شيء يمنعنا من إيصال صوتنا وولا شيء يكتم طاقاتنا، وإن كان البعدُ والتهجير على الأرض حالنا فلنا هنا عالمٌ نصل من خلاله لأرضنا... وبلدنا.. وأهلنا أينما كانوا وحلّوا..".