الضفة – قُدس الإخبارية: أعدمت قوات الاحتلال الفتيين ليث الخالدي (15 عامًا) من الجلزون، ومحمد المصري (16 عامًا) من قطاع غزة، ليرتفع عدد الفتية الذين استشهدوا بالرصاص الحي في الضفة والقطاع خلال العام الجاري إلى أربعة فتية، وفقًا للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين.
واستشهد الفتى الخالدي الجمعة الماضية، متأثرًا بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع الاحتلال قرب حاجز عطارة شمال رام الله، احتجاجًا على جريمة حرق الرضيع علي دوابشة من قبل المستوطنين، في قرية دوما جنوب نابلس.
ونقلت الحركة العالمية عن شاهد عيان، أنه في حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء الجمعة، شاهد ما يقارب 15 شابا قرب البرج العسكري الإسرائيلي المقام على حاجز عطارة، يركضون مبتعدين باتجاه بلدة بيرزيت، قبل أن يسقط أحدهم أرضا على بعد 100 متر من البرج تقريبا، ليتبين لاحقا أنه الطفل ليث الخالدي.
وأضاف، أن شابا آخر قام بمساعدة المصاب، حيث تم نقله بواسطة مركبة خاصة مرت من المكان، إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، ليعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بإصابته.
وبينت نتائج تشريح الطفل الخالدي، التي أعلنها وزير العدل المستشار سليم السقا، وجود جرح مدخل لمقذوف ناري في منتصف الظهر، حيث نفذت الرصاصة وأصابت الوريد الأجوفي السفلي للبطن والأمعاء والكبد، محدثة تهتكا وخرجت من الجهة الأمامية اليمنى العلوية للبطن.
وأوضح تقرير الحركة العالمية، أن الخالدي هو ثالث فتى قتلته قوات الاحتلال بالقرب من حواجزها العسكرية خلال العام الجاري في الضفة، ، ففي الثالث من شهر تموز الماضي، أطلق ضابط إسرائيلي كبير النار بشكل متكرر من مسافة تقدر بـ15 مترا، على محمد الكسبة (17 عاما) من مخيم قلنديا بالقرب من حاجز قلنديا، ما أدى إلى استشهاده.
وفي الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي، قتلت قوات الاحتلال المتواجدة على حاجز "الزعيم" شرق القدس المحتلة، الفتى علي أبو غنام (17 عاما).
أما رابع الفتية الذين استشهدوا بالرصاص الحي في هذا العام، فهو محمد المصري من قطاع غزة، الذي استشهد عندما أطلق الاحتلال الرصاص عليه بالقرب من الشريط الحدودي، حيث قال صديقه إنهما ذهبا للمنطقة للتنزه والتقاط الصور، عندما بدأ محمد بتحطيم كاميرات المراقبة المنصوبة على السياج الشائك ثم فر من المكان.
وأضاف صديق الشهيد، أن جيبين عسكريين إسرائيليين اقتربا من المكان، وعندما عاد محمد مع مجموعة من الشبان الآخرين أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فأصابوه في كتفه الأيمن وخاصرته اليسرى، مبينًا، أنه رأى جنديا إسرائيليا يقف على بعد خمسين مترا تقريبا من السياج، في الجانب الآخر.
وقالت الحركة، إن المصري بقي حوالي 20 دقيقة هو ينزف قبل أن يتمكن صديقه من الوصول إليه ونقله لمزرعة قريبة، ومن هناك نقل إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته.
وقال مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار إن "سياسة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنود الاحتلال والمستوطنون تشكل رخصة لقتل الأطفال الفلسطينيين"، مضيفا، أن "فشل المسؤولين الإسرائيليين بشكل روتيني في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم يجعلهم شركاء فيها".
وتابع قزمار، "أن عملية قتل الطفلين الخالدي والمصري تثبت أن التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون مؤخرا ردا على حرق عائلة دوابشة في دوما، لم تكن جدية وإنما تصريحات تضليلية هدفت إلى امتصاص الانتقادات الدولية".
يشار إلى أن تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الذي نشر في آذار الماضي، أكد أن خمسة فلسطينيين قتلوا، بينهم طفل، وأصيب 131 آخرين، في حوادث إطلاق نار وقعت في قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي عام 2014.