شبكة قدس الإخبارية

منظمة حقوقية: "تعذيب وحشي" في سجون مخابرات السلطة

هيئة التحرير

لندن – قُدس الإخبارية: كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، عن حالات تعذيب "وحشي" في سجون جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، محملة الرئيس محمود عباس المسؤولية عن ذلك.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته مساء أمس الأربعاء، إنها وثقت خلال الأسابيع القليلة الماضية العديد من حالات التعذيب القاسية في مقري المخابرات بمدينتي بيت لحم ونابلس، مبينة، أن أساليب التعذيب تعددت بين التعليق في الهواء والضرب بالفلقة والضرب بالأيدي والعصي، بالإضافة للشتم.

وأوردت المنظمة في تقريرها، شهادة للطالب عوني مازن الشخشير (25 عامًا) من مدينة نابلس، قال فيها إنه اعتقل بتاريخ 18/06/2015 بعد أن استدعي لمقابلة جهاز المخابرات بعد الإفطار في أول أيام شهر رمضان، وقد تم اقتياده إلى سجن جنيد في نابلس ليبيت ليلة واحدة هناك، وينقل في اليوم الثاني إلى مقر المخابرات في بيت لحم.

وقال الشخشير، إن المحققين ومنذ وصوله بدأوا جولات تعذيبه، فربطوا يديه خلف ظهره بفاصل 10 سم تقريبًا بين اليدين، ثم رفعوه من الخلف على أحد أبوب غرف المقر ووضعوا المسافة بين اليدين على ضلع الباب العلوي، مرتفعاً عن الأرض بجسده إلا رؤوس أصابع رجليه، ما سبب له آلام حادة في الكتفين واليدين لتحملها كل ثقل الجسم.

وأضاف، أنه كان يصحب الشبح في الكثير من الأحيان الضرب بالعصي وكوابل الكهرباء، والركل واللكم والصفع على الوجه، ما ترك آثاراً وكدمات زرقاء وصفراء وحمراء في أنحاء مختلفة من جسده وحول عينيه، إضافة لسيل الشتائم والتوبيخ المصاحب لعملية التعذيب، وكان هذا الحال يستمر من الساعة 9 مساءً و حتى 5 صباحاً خلال شهر رمضان.

أما في ساعات النهار، فقد تم الشبح بتقييد يديه إلى الوراء وإجلاسه على كرسي ورجليه مربوطتين برجلي الكرسي، مؤكدًا، أن المحققين لم يفكوه إلا لساعة واحدة فقط أو ساعتين من لحظة الإفطار حتى صلاة العشاء، وأنه استمر على هذا الحال على مدار أسبوع كامل، مع الحرمان من النوم.

ويضيف، "كان أحد المحققين القادمين من قطاع غزة، يقول لي إن حركة حماس قتلت شقيقي وولدي عمي الإثنين، وأنا جئت لأضربك وأُنكِّل بك، ليس لتهمة عليك، ولكن لكونك تنتمي لحركة حماس، لذلك أحضروني لتعذيبك فقط"، مبينًا، أن التحقيق معه جرى على خلف عمله في جامعة النجاح حيث كان عضوًا في مجلس الطلبة عن الكتلة الإسلامية.

وأمضى عوني الشخشير 18 يوماً في مقر مخابرات بيت لحم، أسبوع منها تحت التعذيب، قبل أن يتم نقله إلى سجن الجنيد في نابلس مجددًا، حيث تم إبلاغه بأنه على ذمة رئيس الجهاز، قبل أن يتم تحويله إلى سجن أريحا وإبلاغه بأنه على ذمة محافظ نابلس، ولم يعرض طوال اعتقاله على المحكمة.

ونقلت المنظمة شهادة أخرى للطالب محمود مصطفى عصيدة (25 عامًا) من نابلس، قال فيها إن اعتقاله تم أيضًا دون عرضه على أي محكمة، وإنه اعتقل بتاريخ 21/05/ 2015 ثم حُوِّل مباشرة إلى سجن المخابرات في بيت لحم على ذمة محافظ نابلس.

ونقل التقرير، أن محمود تعرض للصفع مرات عديدة قبل بدء التحقيق معه، وقد ظل وجهه منتفخًا من آثار ذلك أسبوعًا كاملاً، ثم تم ضربه على قدميه باستخدام عصا خشبية، وبعد كل 10 ضربات كان المحقق يطلب منه قول "محمود عباس سيدي وتاج راسي"، وبعد الضربة الأربعين قال محمود ذلك.

وأوضح التقرير، أن محمود تعرض للتعذيب أسبوعًا كاملاً من الشبح على الباب لساعات طوال، والضرب بالعصي والركل، رغم معاناته من كهرباء زائدة في القلب، حيث تم نقله إلى المستشفى ثلاث مرات فاقدًا للوعي جراء التعذيب، بالإضافة لإصابته بكسر في رجله اليمنى وتمزق وتر الرسغ، حيث تم تجبيرها بشكل خاطئ، وقد تم إبلاغه بضرورة فك التجبير وإعادته مجددًا.

الحالة الثالثة كانت لمحمود مازن فريج (30 عامًا) من قرية شويكة قضاء طولكرم، الذي اعتقل بتاريخ 22/06/2015، وتعرض للضرب بأنابيب المياه البلاستيكية (البرابيش) على ظهره، في سجن جنيد بنابلس، وفقًا لتقرير المنظمة.

وبين التقرير، أن التعذيب ترك على ظهر محمود علامات زرقاء وحمراء وصفراء، وقد تعجب الطبيب الخدمات الطبية بسجن أريحا من قسوة التعذيب ونادي العساكر ليطلعهم على الحالة قائلا: "تعالوا انظروا مخابرات نابلس ماذا يفعلون بالمعتقلين".

وأضاف التقرير، أن المحكمة العليا الفلسطينية أصدرت الأحد الماضي بتاريخ 26/7  قرارًا بالإفراج عن محمود إلا أن القرار لم ينفذ بعد.

وحملت المنظمة الرئيس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن ما وصفتها بـ "الجرائم"، كما أعربت عن "خيبة أملها" من موقف الدول التي تقدم دعما سخيا للأجهزة الأمنية وعلى وجه الخصوص الاتحاد الاوروبي، بسبب امتناع هذه الدول عن اتخاذ إجراءات لوقف مسلسل "الانتهاكات" التي تمارها الأجهزة برغم التقارير المتراكمة حول ذلك.

وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان قوى المجتمع المدني في الأراضي المحتلة بالتصدي لسياسة التعذيب التي تنتهجها أجهزة أمن السلطة حيث توافرت دلائل على تعذيب وحشي مورس بحق  عدد من المعتقلين خلال الإسابيع الماضية وفي شهر رمضان وقد يكون مستمرًا حتى اللحظة، حسب ماجاء في التقرير.