قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن الدعم المالي الذي كانت تتلقاه حماس سواء الرسمي أو الشعبي تأثر بصورة سلبية نتيجة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، داعيا الأمة العربيّة للانخراط في “مشروع تحرير” فلسطين؛ محددًا أربعة ملامح للدور المطلوب من الدول العربية؛ أولها دخول جميع الدول العربية بلا استثناء في هذا المشروع، مع تشديده على أن المقاومة المسلحة هي الطريق إلى إنهاء الاحتلال.
وتابع مشعل، خلال لقاء نظمه ملتقى العاملين للقدس، في القاهرة، اليوم الخميس: “لابد أن تنخرط الدول العربية في مشروع التحرير بجميع شرائحها، ليس فقط على قاعدة الدعم والإسناد بل العمل في كل المجالات، بما يشمل الجوانب السياسية والجماهيرية والأمنية”، مضيفاً أن فرصة العمل العربي العسكري لابد أن تأتي أيضاً.
وأوضح أن الملمح الثاني للدور العربي هو أن يصبح للأمة العربية موقفا وسلوكا ورد فعل تمثل عاملاً أساسياً في حسابات السياسة الدولية وخاصة الأمريكية تجاه الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ليعرف هؤلاء- أي الدول الغربية- أن للعرب “غضبة”.
وتابع مشعل: “الملمح الثالث هو العمل في أصعب الظروف، وأن تظل شراكتنا في مشروع التحرير قوية رغم الأزمات المختلفة”، مؤكدا على وجوب بقاء القدس عنواناً مركزياً للقضية الفلسطينية، وتحويلها إلى هم يومي للشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي، حتى تحريرها.
أمّا في موضوع الانتخابات الداخلية في “حماس” والتي أفضت إلى تجديد انتخابه لرئاسة المكتب السياسي للحركة، قال مشعل:” إنّ حماس مصرّة على ديمقراطيتها ومؤسسيتها رغم ظروفها الصعبة، وهي اليوم موحدة في جبهتها الداخلية أقوى من أي وقت مضى”، مشيرا إلى أن “بعض الأسرى المحررين أصبحوا الآن أعضاءً في المكتب السياسي لحماس”،
وأضاف أن استشهاد الأسير أبو حمدية، الثلاثاء الماضي، في سجون الاحتلال الإسرائيلي يدلل على أن الاحتلال ليس له قيم أو مبادئ سوى “الإرهاب”.
ترتيب البيت الفلسطيني
من جهةٍ أخرى، شدد مشعل على حرص حركته على إنجاز المصالحة الوطنية لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني كخطوة أساسية لا يمكن الانطلاق في مشروع التحرير بدونها، لكنه أكد في ذات الوقت أن ذلك ليس على حساب الثوابت الوطنية واعتماد المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين.
وبيّن أن المصالحة الوطنية مازالت تخضع لتدخلات دولية خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول وضع اشتراطاتها على المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن حركته لن تتخلى عن الخيار المسلح لمقاومة الاحتلال.
وأوضح مشعل أن عوامل عدة تزيد اندفاع حركته نحو “معركة فلسطين”، أولها تزايد الخطر الإسرائيلي الذي تتعرض له مدينة القدس التي تتعرض إلى مشروع تهويد، والضفة التي تتعرض لمشروع ابتلاع وتصفية.
وقال: “إن من العوامل أيضاً أن (إسرائيل) ما عادت قادرة على الانتصار منذ حرب أكتوبر مع مصر عام 1973″، أضاف: “إن بشائر النصر على الاحتلال تلوح في الأفق وإن التحرير والنصر قريبان”.
وتابع: “المقاومة الفلسطينية وضعتنا في واقع جديد، فصحيح أن الحروب الرسمية بين الدول العربية والاحتلال قد توقفت مع التأكيد على أن مسؤوليتها تجاه فلسطين لم تتوقف، إلا أن المقاومة جاءت لتبعث برسالة أنها قادرة على الإنجاز وخوض حروب تعجز عنها الدول”.
أما العامِلان الآخران اللذان ذكرهما مشعل فهما اندفاع الشباب العربي للانخراط في قضية فلسطين، وتنامي الغضب العالمي على (إسرائيل)، إضافة إلى أن الأمة العربية بدأت تتغير وتترجم ثوراتها على الأرض لصالح فلسطين.
وتطرق مشعل إلى العلاقة مع مصر، مؤكداً أن حركته لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأنها تقف على مسافة واحدة من كافة الأحزاب والجماعات المصرية، لكنه أشار إلى أن بعض الأطراف المصرية تحاول إقحام حماس في الشأن المصري في سياق سجالاتها الداخلية.
وأجاب عن سؤال حول موقف حركته مما يجري في سوريا قائلاً:” نحن لا ننسى معروفا صنعه أحد معنا، ولكن لدينا مبادئ لا يمكن أن تتغلب على مصالحنا، كما لا نقبل بأي جريمة تسفك دماء الشعب السوري ولا غيره من الشعوب العربية”.
وختم مشعل تصريحاته بتجديد تأكيده على أن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال هي كـ”الشمس” وبقية أنواع العمل والمقاومة الأخرى هي أقمار تدور حولها، فإذا غابت الشمس انطفأ نور الكواكب والأقمار.
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن المصادر المالية التي كانت تدعم حماس سواء الرسمية أو الشعبية تأثرت نتيجة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية،