القدس المحتلة – ترجمة قُدس الإخبارية: لعشرة أشهر؛ أخفت حكومة الاحتلال معلومات حول اختفاء إسرائيليين في قطاع غزة، قبل أن تعلن عن الأمر تزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى للعدوان الثالث على قطاع غزة، ليعيد ذلك إلى الواجهة الحديث عن إمكانية تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة.
وينقل موقع "ميدل ايست مونيتور" في مقال كتبه داود عبدالله، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط مكثفة لتأمين الإفراج عن جميع المفقودين في غزة، وقد وصفت هذه المهمة بالصعبة، في الوقت الذي تواصل فيه حماس رفضها تقديم أي معلومة حول ما إذا كان لديها أسرى أحياء أو جثث جنود، في محاولة منها لدفع "إسرائيل" إلى إعلان الحقيقة حول مفقوديها في غزة.
ويشكك معلقون إسرائيليون في إمكانية أن تنجح حماس بتكرار صفقة شاليط، باعتبار أن الظروف مختلفة اليوم، بالإضافة إلى أن "إسرائيل" أعلنت بأن المفقودين يعانيان من مشاكل نفسية وقد وصلا إلى غزة بالخطأ بعدما أضاعا طريقهما.
ويرى الكاتب، أن إفراج "إسرائيل" عن بعض كبار قادة حماس في الأسبوعين الماضيين يمثل رسالة واضحة إلى حماس بأن "إسرائيل" مستعدة لعقد صفقة في النهاية، لكن ذلك لا يبدو كافيًا بالنسبة لحماس، التي تطالب بالإفراج عن جميع محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم العام الماضي.
ويضيف، أن تنفيذ صفقة شاليط استغرق خمس سنوات، لكن نتنياهو لا يملك خمس سنوات أخرى لتأمين الإفراج عن الأسرى الحاليين، والوعود الفارغة لا تكفي، فهناك استياء واضطرابات بين اليهود الإثيوبيين في "إسرائيل".
ويتهم هؤلاء المؤسسة الإسرائيلية بالتمييز العنصري المنهجي ضدهم والتعامل معهم كمواطنين من درجة ثانية، ولذلك فإن على وسائل الإعلام أن تحشد الدعم لقضية الأسير الأثيوبي كما فعلت في قضية الأسير الفرنسي شاليط سابقًا.
ويجد نتنياهو بذلك نفسه محاصرًا بين الأثيوبيين من جهة وحلفائه اليمينيين من جهة أخرى، حيث انتقده هؤلاء بشدة لموافقته على صفقة شاليط في حينها، وبالرغم من كل التهديدات من نتنياهو أو حتى وزير جيشه موشيه يعلون، فإن الرجلين يعلمان بأن هذه المسألة ستحل عن طريق التفاوض على اتفاق سياسي في نهاية المطاف.
ويقول الكاتب، أن المشكلة تتمثل في عدم وجود معلومات أكيدة حول عدد الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، مشيرًا إلى تصريحات الناطق باسم كتائب القسام أبوعبيدة، بأن على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا بأن الملفات التي نتجت عن العدوان الأخير مازالت مفتوحة، وعلى رأسها ملف الأسرى.
ويضيف، أن جبهة فتحت بعد العدوان الأخير بين المقاومة والاحتلال، حيث يجري اختبار مصداقية نتنياهو وتعهدات حماس على حد سواء، ورغم أنه من غير المعروف كم عامًا ستستغرق المفاوضات حول ملف الأسرى، إلا أن المعلومات حول مفقودين إسرائيليين في غزة ينعش آمال آلاف الأسرى الذين غيبتهم سجون الاحتلال وعائلاتهم أيضًا بالحرية.