شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يسعى لنقل "مقبرة الزيتون" بالقدس للتراث اليهودي

هيئة التحرير
القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: أعلن رئيس لجنة الداخلية في كنيست الاحتلال الإسرائيلي من حزب الليكود "دافيد أمساليم" اليوم الثلاثاء أنه سيسعى لتحويل واعتماد "مقبرة جبل الزيتون" اليهودية في القدس المحتلة إلى موقع للتراث اليهودي القومي، مطالبًا وزارات حكومية بمزيد من الميزانيات المخصصة للمقبرة في سبيل تعزيز السيطرة اليهودية عليها. وكان ممثلون عن قوات الاحتلال تقدموا بتوصيات لتجدير وتسييج الجهة الشرقية من المقبرة ونصب بوابات حديدية في بعض الطرق المؤدية إلى المقبرة تغلق أمام دخول الجمهور العام منها، مما يعني تضييق الحركة على الفلسطينيين القاطنين بالقرب من المقبرة. كما ادّعوا أن المقبرة تتعرض للانتهاكات من قبل الفلسطينيين، فيما تخللت الجلسة مداخلات من قبل أعضاء كنيست من أحزاب مختلفة، دعوا إلى مزيد من إجراءات التضييق وملاحقة المقدسيين، وتنفيذ حملات اعتقال ومحاكمتهم، خلال اجتماع خاص عقد أمس في لجنة الداخلية في الكنيست تحت عنوان "كيف نحافظ على مقبرة الزيتون"، وقال عضو الكنيست "شارون غال" عن حزب "إسرائيل بيتنا"، إن القضية هنا هي لمن السيادة في القدس من خلال فرض التواجد الإسرائيلي بشكل أكبرK فيما قال عضو الكنيست "يسرائيل أيخلر" عن حزب "أجودت هتوراة" إن الصراع هنا هو الصراع على السيادة في القدس وأرض (إسرائيل) وجبل الزيتون هو الطريق من أجل الصراع على "جبل الهيكل" المسمى الاحتلال الباطل على المسجد الأقصى. من جهته قال الحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، "هناك مفارقة كبيرة، بحيث يريد الاحتلال الحفاظ على مقابر اليهود، وفي نفس الوقت ينتهك حرمة مقابر المسلمين، وهذا ما يحدث الآن في مقبرة مأمن الله الإسلامية التي نقوم بزيارتها في هذه اللحظات، حيث يقومون ببناء ما يطلقون عليه "متحف التسامح" على جماجم ورفات أموات المسلمين". وأشار إلى أنه "بالنسبة للاحتلال كل ما هو يهودي هو مقدس بالنسبة لهم، وما لغير اليهود غير مقدس ويمكن العبث به، رغم أن التراث الإنساني هو تراث عالمي لجميع أنحاء البشر وليس لليهود فقط"، لافتًا إلى أن مقبرة رأس العامود في جبل الزينون هي أرض وقفية إسلامية، تم إعارتها لليهود إعارة ويجب وقف الدفن فيها، كما يجب أن تعود لإدارة الأوقاف الإسلامية وإدارة لجنة المقابر الإسلامية في القدس التي ترعى باقي المقابر. ونوّه إلى أن المقبرة في جبل الزيتون ليست تراث إنساني لأنه تم الدفن فيها منذ مائة عام، أما المقبرة التي دفن فيها المسلمون منذ ألف وأربعمائة عام، فيجب انتهاكها وانتهاك حرمتها بالعرف الإسرائيلي، كما تنقل عظام أمواتنا وأجدادنا والشهداء فيها الى مقابر أخرى، وهو ما يعد انتهاكا صارخا للتراث الإنساني وحقوق الأموات والأحياء معا. يُذكر أنه تم في أواخر العهد العثماني إعارة أرض وقفية إسلامية لليهود لدفن موتاهم القلائل فيها، على سفوح جبال الزيتون في القدس المحتلة، لكن الاحتلال توسع بالدفن فيها بشكل كبير خلال سنوات احتلاله للقدس، كما وسع من سيطرته على الأرض الوقفية لمئات الدونمات. ويقوم الاحتلال في السنوات الأخيرة ببناء مئات القبور الوهمية اليهودية ويعتبرها أهم مقبرة يهودية في العالم، ويعزز سيطرته عليها بشتى الوسائل، من ضمنها نصب كاميرات المراقبة ووجود مركز واسع لقوات الاحتلال، علماً أنها تقع في قلب أحياء مقدسية كبيرة منها حي رأس العامود وسلوان الكبرى والشياح، مما يؤدي الى تعرض السكان المقدسيين الى كثير من المضايقات المتكررة في الليل والنهار.