يواصل الأسير الإداري خضر عدنان محمد موسى (37 عاماً)، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ (35) على التوالي؛ رفضا لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي؛ وذلك رغم حالته الصحية الصعبة.
وأكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى في تصريح صحفي اليوم الاثنين (8|6)، أن إدارة مصلحة السجون الصهيونية نقلت الشيخ عدنان من مشفى الرملة إلى قسم الطوارئ بمستشفى صرفند "آساف هروفيه" رغما عنه؛ وفي حالة صحية صعبة.
وأفادت المؤسسة أن إدارة مصلحة السجون تحتجز الشيخ عدنان في المستشفى بظروف لا إنسانية؛ فهي تواصل تقييد احدى قدميه واحدى يديه في السرير؛ غير آبهة بحالته الصحية المتدهورة؛ حيث يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام ويرفض تناول أي شكل من أشكال الفيتامينات أو المدعمات؛ كما يرفض إجراء الفحوصات الطبية؛ ولا يتناول إلا الماء فقط دون ملح أو سكر؛ كذلك كان يرفض نقله لمستشفى مدني؛ إلا أن إدارة مصلحة السجون الصهيونية نقلته بإجراء تعسفي رغما عنه.
وأضافت مؤسسة مهجة القدس أن زوجة الأسير عدنان نفت الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام بأن الشيخ عدنان يدخل في حالات إغماء وغيبوبة متقطعة؛ مؤكدة أنه يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام بمعنويات عالية جدا؛ وهو مصر على اتمام معركته محمولا على الأكتاف إما شهيدا وإما محررا منتصرا؛ وفي كلتا الحالتين نصر مؤزر بحسب رسائل الشيخ خضر الأخيرة.
ورغم نفيها للأنباء التي تتحدث عن دخوله في حالات غيبوبة متقطعة؛ إلا أنها أكدت أن الاضراب القاسي الذي يخوضه الشيخ خضر أدى لتدهور حالته الصحية؛ حيث لا يقوى على الوقوف؛ ويشتكي من تشويش في الرؤية؛ وتساقط شعره؛ مشيرة إلى أن تلك الأعراض ظهرت في إضرابه السابق ولكن في مرحلة متأخرة.
وكان الشيخ عدنان في آخر رسائله التي وجهها للمتضامنين معه قد أكد أنه لا يخوض خطوة فردية فحسب بل هي معركة لكل أسرى فلسطين الذين يتوقون للحرية؛ وتحصيل الكرامة بنيلها، واصفا إياهم برموز الحرية والعزة والكرامة؛ والذين يدافعون عن أقدس قضية عرفها العالم منذ عقود بعد سلب أرضه ومقدساته.
وفي وصفه لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي المقيتة قال الشيخ عدنان: "إن الاعتقال الإداري من أرذل وأخس أساليب الاعتقال التي عرفها شعبنا والذي تتحمل بريطانيا جريمته؛ ليأخذ الاحتلال هذا القانون عنها؛ ولا يعني كلامي تبرير اعتقال الاحتلال لأي أسيرة أو أسير فلسطيني فمكان أسيراتنا وأسرانا هو الوطن الحبيب.. والاضراب بإذن الله مستمر حتى الحرية والعزة والكرامة"، كما قال.
من جهتها حذرت مؤسسة مهجة القدس من خطورة الوضع الصحي للأسير عدنان؛ محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته؛ مطالبة منظمات حقوق الانسان المحلية والدولية والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى؛ وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل الاستجابة لمطالب الشيخ عدنان في الحرية والكرامة الانسانية وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.
وناشدت مؤسسة مهجة القدس جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية والجاليات العربية في كل دول العالم بضرورة تكثيف دورها التضامني والمشاركة بالفعاليات التضامنية بشكل أوسع نصرة للشيخ خضر عدنان؛ الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام دفاعا عن انجازات الحركة الأسيرة؛ ويواجه جبروت المحتل الغاشم بأمعائه الخاوية؛ مطالبة عدم ترك الشيخ عدنان لقمة سائغة لسلطات الاحتلال؛ التي تواصل تجاهل مطالب الشيخ عدنان المشروعة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.
جدير بالذكر أن الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة قضاء جنين ولد عام 1978؛ وهو متزوج وأب لستة أطفال، قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، واعتقلته قوات الاحتلال صيف 2014، وحولته للاعتقال الإداري، ويعد هذا اعتقاله العاشر، ويعتبر عدنان أول من بدأ معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الإداري أفضت إلى الإفراج عنه في 17 نيسان (أبريل) عام 2012؛ وقد خاض اضرابا تحذيريا عن الطعام لمدة أسبوع عند تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثانية في كانون ثاني (يناير) الماضي؛ وأعلن صراحة أنه سيدخل إضرابا مفتوحا عن الطعام في حال تم تجديد اعتقاله للمرة الثالثة؛ وهذا ما تم فعلاً، إذ أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي منذ 35 يوما.