شبكة قدس الإخبارية

رحالة العرب الأشهر.. عظماء ساهموا في اكتشاف الأرض

هيئة التحرير

ليس استعراضًا للعضلات، أو محاولة للبحث في التاريخ العربي والإسلامي هروبًا من الواقع، بل هو إحقاق للحق الذي يجب أن لا يتم تجاهله أو دفنه، ففي هذا التقرير نقدم لكم أشهر 10 رحالة عرب ساهموا في اكتشاف الكرة الأرضية، واعترف بفضلهم العالم الغربي، بل إنه ترجم مؤلفاتهم واستعان بها على مدى عصور.

ابن بطوطة: محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي، وهو مؤرخ وقاض وفقيه ورحالة، بدأ رحلته عام 725م وطاف خلالها في المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان والهند والصين وجاوة وبلاد التتار واواسط افريقيا.

بعد أن صال في هذه البلاد وجال، عاد محمد وطنه المغرب وألف كتابه "تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وقد ترجم هذا الكتاب إلى أكثر من لغة وحصل على إثره ابن بطوطة لقب "أمير الرحالة المسلمين والوطنيين" من جامعة كامبردج.

الإدريسي: أبو عبدالله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي، من مواليد مدينة سبته في المغرب عام 1166، وهو من مؤسسي علم الجغرافيا كما درس الطب والفلك والنبات وكتب في الشعر أيضًا، وقد رسم خرائط للأنهار والبحيرات والمرتفعات تم الاعتماد عليها في كشوف عصر النهضة الأوروبي لاحقًا.

تجول الإدريسي في الحجاز وتهامة ومصر وفرنسا وإنجلترا والقسطنطينة وآسيا الصغرى، ثم اختار الاستقرار في صقلية بسبب ثقافة حاكمها وحبه للعلوم، ومن أهم إنجازاته رسم الكرة الأرضية مع تحديد خطوط الطول ودوائر العرض.

ابن جبير الأندلسي: محمد بن أحمد بن جبير الكناني، جغرافي ورحالة وشاعر وكاتب، ولد في بلنسية بأسبانيا عام 1145م.

يقال إن أمير غرناطة أبوسعيد بن عبد المؤمن أرغمه على تأليف كتاب مع شرب سبعة أقداح من الخمر، ودفع له سبعة دنانير عن الكتاب، وقد قرر استخدام هذا المال في الحج في رحلة استغرقت عامين، كتب على إثرها مشاهداته خلال هذه الرحلة في كتاب أسماه "يوميات ابن جبير" و"تذكرة بالإخبار عن اتفاقات الأسفار"، وقد تمت ترجمته  على يد وليام رايت وضمه لمجموعة كتب في مجال الرحلات في مؤلف واحد باسم " Early travelers in Palestine".

أحمد بن فضلان: أحمد بن العباس بن حماد بن راشد البغدادي، ولد في القرن العاشر الميلادي في أو مجد الدولة الإسلامية في بغداد.

كتب بن فضلان عن مكان غريب على الثقافة العربية والإسلامية حينها وهو روسيا، بعد ذلك بعث ملك أرض الصقالبة في قارة آسيا إلى الخليفة الإسلامي المقتدر بالله يطلب منه إرسال بعثه تعرفه على الحضارة الإسلامية التي غزت العالم، فأرسل إليه أحمد بن فضلان.

وكان وصفه لأقاليم الصقالبة بالفولجا مختلف عن سائر الكتب في عصره، وقد تناول في كتبه مكانة المرأة وعادات المجتمع وطرق العيش وكيفية دفن الموتى.

أحمد بن ماجد: ملاح من ولاية السيب في سلطنة عمان، برع في الفلك والملاحة والجغرافيا حتى أسماه البرتغاليون أمير البحار، وقد كان خبيرًا في البحر الأحمر وخليج بربرا وبحر الصين والمحيط الهندي، وله كتب ومراجع ملاحية تستخدم حتى الآن.

ارتبط اسمه باسم فاسكو ديجاما ورحلتهما حول رأس الرجاء الصالح لاكتشاف طريق جديد إلى الهند، والعديد من المصادر نسبت لابن ماجد هذا الإنجاز مؤكدة أنه صاحب الدور الأعظم فيه، وعلى كل حال فإن لابن ماجد دور

كبير في هذا الإنجاز سواء قام فيه وحده أو بمساعدة ديجاما، كما أن له فضل كبير في القياس وتطوير البوصلة وفي مساعدة ملاحين من بعده على اكتشاف العالم مستفيدين من كتبه ومؤلفاته.

الحسن الوزان: رحالة ولد وعاش طفولته في الأندلس قبل سقوطها، ثم انتقل للعيش في مدينة فاس المغربية، وأصبح سفير السلطان وارتحل في العديد من البلدان الأفريقية وأبرزها مصر، بالإضافة لاسطنبول في تركيا، حتى سقط في الأسر وتم تقديمه كهدية إلى البابا ليون العاشر، الذي أجبره على اعتناق المسيحية والعيش في روما وتعليم اللغة العربية.

كتب مجموعة من الكتب خلال فترة أسره في الأدب والجغرافيا، وأشهر هذه الكتب "وصف أفريقيا"، وقد لقب بـ "ليون الإفريقي"، واختلف حول موته فقال البعض إنه توفي في روما، وقال آخرون إنه عاد لتونس وعاش فيها حتى وفاته.

محمد بن حوقل: كاتب وجغرافي ومؤرخ ورحالة ولد في القرن العاشر الميلادي، وله كتاب شهير هو "صورة الأرض" وقد كتبه عام 977م.

المعلومات عن بن حوقل نادرة، لكن أكثر ما عرف عنه أنه قضى ثلاثين عامًا من حياته مسافرًا بين مناطق نائية في آسيا وأفريقيا، وقد وصف في كتابه المذكور سابقًا بشكل دقيق أسبانيا وإيطاليا والإمبراطورية البيزنطية.

المقدسي: هو شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر، ولد وعاش طفولته في فلسطين وحفظ فيها القرآن الكريم، ثم بدأ رحلاته من العراق التي تعلم فيها وتفقه، ثم اتجه إلى الحجاز بهدف الحج، ثم عاد إلى العراق وزار الشام والمغرب وفارس وخوزستان والسند.

بلغ الأربعين عامًا في مدينة شيراز في فارس، وألف فيها كتابه الذي وصف فيه رحلاته متحدثًا عن النقود المستعملة والموازين والمسافات بين المدن، وقسم البلاد الإسلامية إلى أربعة عشر إقليم، ستة منها عربية وثمانية أخرى أعجميه، وحدد المعالم الاجتماعية لكل قسم وأبرزها الأزياء والعملات والعادات المختلفة.

أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي: رحالة عظيم من العراق وصاحب إنجازات علمية منها الكتابة عن نظرية التطور وطواحين الهواء والانحراف الوراثي الذي يحدث في الحمضيات نتيجة نقلها من السند إلى مصر.

 سافر إلى فارس والهند وسيلان ودول بحر قزوين والسودان وجنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد الروم، ثم استقر في مصر حتى وافته المنية.

أبرز كتبه "مروج الذهب"، وفي هذا الكتاب قدم معلومات أنثروبولوجية عن شعوب المناطق التي زارها، فتكلم عن صفاتهم الجسمانية والشخصية وعاداتهم وتقاليدهم والحرف الشهيرة لهم.

حسن بن علي المراكشي: عاش في عصر الموحدين بالمغرب، وله العديد من الإسهامات في الفلك والرياضيات والجغرافيا وصناعة الساعات الشمسية.

ارتحل كثيرًا حتى استطاع وضع خريطة جديدة للمغرب العربي، أورد فيها تصحيحات لعدد من الخرائط القديمة، ووضع تقدير جديد لطول البحر الأبيض المتوسط وهو 24 درجة مئوية، وهو تصحيح أيضًا لما ورد في تقدير الكثير من الجغرافيين.