برلين – قُدس الإخبارية: أكد مؤتمر فلسطيني أوروبا في دورته الثالثة عشر التي اختتمت أعمالها، اليوم السبت، في ألمانيا، على التمسك بحق العودة ورفض أي تسوية على حساب الثواب الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة إحياء منظمة التحرير، ودق ناقوس الخطر في القدس المحتلة.
وجدد المؤتمر في بيانه الختامي التأكيد على التمسك بحق العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين مهما طال الزمن، فهو حقّ غير قابل للنقض أو الاجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، "فالعودة حقّ جماعي وفرديّ لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع حتى تحصيله".
وشدد المؤتمر على رفض أي تسويةٍ على حسابِ ثوابته المؤكدة وحقوقِه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة، وفي مقدِّمتها حقّ العودة، مضيفًا، أن الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحلّ قضية شعبنا إنما ينبني على مدى ضمانه لحقّ العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال، وضمانه معايير العدالة والإنصاف دون أيِّ تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة.
ووجه المؤتمر التحية لتضحيات الشعب الفلسطيني المتواصلة، من الشهداء والجرحى والأسرى والمُبعَدين واللاجئين، معتبرًا، أن هذه التضحيات المستمرّة بعد سبع وستين سنة من النكبة تؤكِّد للعالم أجمع أنّ هذا الشعب لن ينكسر وسيواصل مسيرته بعزيمة وثبات حتى تتحقّق مطالبه المشروعة.
وأكد البيان أهمية إحياء منظمة التحرير وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها عبر تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب على أسسٍ ديمقراطيةٍ، في الداخل والخارج تفرز قيادة تمثل ارادة ومطالب الشعب الفلسطيني، مع تعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني لأبناء شعبنا الفلسطيني في كلِّ مكان في المجالات كافّة.
وأضاف، "نعبر عن ثقتنا الكاملة بحتمية انتصار شعبنا الفلسطيني وانتزاع حقوقه الثابتة، ونطالب مؤيدي الحقوق والعدالة والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والشرعية الدولية في كلّ مكان بالوقوف إلى جانب هذه القضية العادلة ومساندتها في كافة المجالات".
وتطرق المؤتمر إلى "النكبة المتجددة" في سوريا، والمتمثلة بمأساة مخيم اليرموك وغيره من المخيمات، معتبرًا، أن ما يحدث هو دليل على أن النكبة المتواصلة لن يضع حدّاً لها سوى تفعيل حقِّ العودة، وطالبًا، بعدم فرض أي خيارات على أبناء مخيم اليرموك، وفتح الطريق أمام الإمدادات الإنسانية لقاطني المخيمات وعموم السكان هناك.
وتعهد المشاركون في المؤتمر، بمواصلة الجهود والحملات "لإسناد أبناء شعبنا في نكبتهم المتجددة هذه بشتى السبُل الممكنة، مع ضرورة التزام الدول جميعاً بالتعامل الإنساني الكريم مع اللاجئين والنازحي".
كما أعلنت رئاسة المؤتمر تبني متابعة كافة مقترحات ورشة العمل الخاصة بفلسطينيي سورية والتي انعقدت ضمن فعاليات المؤتمر، على أن تبذل رئاسة المؤتمر كل طاقتها من أجل ترجمة هذه التوصيات إلى واقع فعلي وفقاً لما تتيحه إمكانات العمل الفلسطيني في القارة.
وأضاف البيان، "ندقّ ناقوس الخطر تحذيراً من الانتهاكات الجسيمة بحقّ مدينة القدس، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، وبحقّ المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم. ونحذِّر من الاستهداف المتصاعد للمسجد الأقصى المبارك والتدنيس المتواصل لحرمته وقدسيته والتعدِّي على المساجد والكنائس والأديرة والأوقاف الإسلامية والمسيحية فيها، وتزوير هويّة المدينة العربية المقدسة".
كما توجه المؤتمر بتحية الإكبار لأسرانا الأحرار في سجون الاحتلال، وحيا انتصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على آلة الحرب الإسرائيلية، وصمود الإنسان الفلسطيني رغم العدوان والقصف والحصار وتضييق سبل العيش.
وندد المؤتمر في بيانه، بالحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وطالب بفكِّه فوراً، معتبرًا، أنه "جريمة منهجية وخرق فاضح لحقوق الإنسان بكل المقاييس الإنسانية والدولية يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه".
كما دعا الدول العربية الشقيقة وكافة الأطراف المعنية، إلى إحسان وفادة الفلسطينيين لديها، وتخفيف معاناتهم، ورفع الجور عنهم، وأعلن دعمه كافة الخطوات التي تعزِّز مكانة فلسطين القانونية على المستوى الدولي، وحث على الإسراع في هذا التوجّه بما يهدف إلى تعزيز الموقف الفلسطيني الجامع في مواجهة الاحتلال ودعم جهود ملاحقة الاحتلال قانونياً ودولياً، مع عدم المساس بأيٍّ من حقوق شعبنا وثوابته.
وطالب بالمسارعة إلى تفعيل تفعيل المصالحة بين الأطر السياسية الفلسطينية، وتحصين الموقف الداخليّ لحماية الحقوق الفلسطينيةِ الثابتة، وحشد الجهود والعمل المشترك على مواجهة مخططات الاحتلال وتحدِّيات المرحلة الراهنة.
كما أكد المؤتمر على التمسّك بما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا السابقة، في انعقادها في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين (2010)، وفوبرتال (2011)، وكوبنهاغن (2012)، وبروكسل (2013)، وباريس (2014).
يذكر أن المؤتمر شهد مشاركة آلاف الفلسطينيين والعرب والمتضامنين مع القضية الفلسطينية، من مختلف أرجاء القارة الأوروبية وخارجها، وبحضور قيادات وشخصيات فلسطينية بارزة، بالإضافة لحشد من الشخصيات العامة العربية والإسلامية.