هاجم مفكر يهودي بارز الغرب بسبب تساهله إزاء الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى أن الحكومات الغربية جعلت ما قام به النازيون ضد اليهود قبيل وإبان الحرب العالمية الثانية مسوغا للتعامل مع "إسرائيل" كدولة يحق لها ما لا يحق لغيرها من الدول.
وقال المفكر ديمتري شومسكي في مقال نشره موقع صحيفة "هآرتس" العبرية: "على مدى 50 عاما تسيطر إسرائيل على الأراضي المحتلة وتقيد حرية الحركة للشعب الذي احتلته وتقوم بتوطين مواطنيها في الأراضي الفلسطينية، وتفرض نظاما عسكريا على الفلسطينيين، ما يشكل انتهاكا فظًا للقانون الدولي، دون أن يفكر المجتمع الدولي بإجبارها على دفع ثمن ما".
وتساءل شومسكي عن الأسباب التي دفعت العالم الغربي لمعاقبة الاتحاد الروسي عندما أقدم على ضم شبه جزيرة القرم، وفرض مقاطعة عليها في حين لم يحرك ساكنا إزاء إصرار إسرائيل على مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: "لا خلاف على أن أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي أكثر قسوة بعشرات المرات من الأوضاع التي يعيشها الأهالي في القرم بعد ضمها لروسيا"، مشيرا إلى أن سكان القرم تحولوا إلى مواطنين روس ويتمتعون بكل الحقوق التي يتمتع بها الروس، في حين دشنت إسرائيل نظام فصل عنصري واقعي في المناطق الفلسطينية.
وشدد شومسكي على أن الغرب يتعامل مع إسرائيل "كممثلة للعالم الديموقراطي المتنور وسط غابة من الديكتاتوريات، في الوقت الذي تمنح فيه المستوطنين اليهود كل الحقوق السياسية وتقمع مئات الآلاف من الفلسطينيين".
وأكد أن "إسرائيل تنافس أقذر الديكتاتوريات في جرائمها المنظمة ضد الفلسطينيين"، منوها إلى أن "نادي الدول الديموقراطية الغربية بزعامة الولايات المتحدة يتحرك للدفاع عن إسرائيل لتواصل عدوانها".
ونوه شومسكي إلى أن الغرب يسمح لإسرائيل بأن ترد على المقاومة المشروعة للفلسطينيين بقتل المئات من الأطفال والنساء، كما حدث في الصيف الماضي.
وأكد شومسكي أن الغرب سمح لإسرائيل بامتلاك السلاح النووي من أجل التمتع بمكانة إقليمية تجعلها قادرة على المس بحقوق الإنسان الفلسطيني بدون أن تخشى ردة فعل عالمية.
وشدد شومسكي على أن أوروبا "المسيحية" تحاول التكفير عن أخطائها تجاه اليهود، عبر السماح لإسرائيل بممارسة الإرهاب المنظم.
من ناحيته، عبر الكاتب الإسرائيلي عن قلقه الشديد من تعاظم ظاهرة توجه الإسرائيليين للحصول على جواز سفر أجنبي، بسبب عدم ثقتهم في إمكانية بقاء إسرائيل.
وقال آرييه شافيت، إن فرص قدرة الكيان الصهيوني على البقاء قد تراجعت بسبب العمى الذي أصاب القيادة الصهيونية والجمود الفكري الذي يتسم به أداء هذه القيادة.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أوضح آرييه شافيت أن اللاسامية وكراهية إسرائيل وصلت حدودا غير مسبوقة، هي الأعلى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر.
وأشار شافيت إلى أن المحافل الأكاديمية في العالم باتت تعتبر إسرائيل مصدر الشرور في العالم، مشددا على أن طلابا يهودا هم الذين يقودون حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل في الولايات المتحدة، ما يدلل على تآكل القناعة الشعبية اليهودية بعدالة المواقف الإسرائيلية.