شبكة قدس الإخبارية

لماذا لم تصف صحفنا جريمة "كارولينا" بالإرهاب؟!

هيئة التحرير

كتب: محمد خليل عبدربه 

لماذا امتنعت صحفنا المحلية عن وصف ما جرى في جامعة كارولينا بـ "الاعتداء الإرهابي"...؟!!

تمعنت اليوم عناوين صحفنا المحلية الثلاث، ولم أجد فيها من يصف الاعتداء الإرهابي الذي اقترفه إرهابي أمريكي مجرم بحق طالبتين فلسطينيتين شقيقتين، وزوج إحداهما وهو سوري بدم بارد.

صحيفة القدس مثلاً، اختارت أن تنشر تقريرًا كاملا حول الجريمة وعلى صفحتها الأخيرة، وكان يفترض أن يحتل مكانًا بارزًا على الصفحة الأولى وباللون الأحمر والخط العريض، ومع ذلك كانت إلى حد ما قريبة من وصف ما جرى بأنه "جريمة عنصرية".

وهي على عنصريتها عمل إرهابي بامتياز مازالت تمارسه الولايات المتحدة بحق ملايين العرب والمسلمين في كل بقاع الأرض.

صحيفة "الأيام" بدورها، اختارت مكانًا بارزًا للجريمة على صفحتها الأولى، واحتلت الأعمدة الثمانية للصحيفة، بالخط العريض وباللون الأحمر، إلى جانب صورة الشهداء الثلاثة، لكنها وضعت عنوانا فرعيا باللون الأسود أشار إلى القاتل بقولها:

اعتقال القاتل: "أميركي معروف بمعاداته للأديان"

مقتل طالبتين شقيقتين فلسطينيتين وطالب سوري

في عملية إطلاق نار في مدينة جامعية أميركية

هل ينفي هذا التوصيف للقاتل عنه صفة الإجرام والإرهاب المنفلت من عنصرية بغيضة، بغض النظر إن كانت الضحية مسلما أو مسيحيا أو يهوديا...؟؟ هو إرهابي مجرم وانعكاس لثقافة إجرام وقتل تستهدف ليس أتباع الديانات فحسب، بل الأميركيين السود أنفسهم، ولعل الكل يتذكر الحملة الشنيعة التي استهدفت رأس النظام الحالي باراك أوباما عشية فوزه في الانتخابات لرئاسة بلاده، لمجرد لون بشرته.

في حين اختارت "الحياة الجديدة" عنوانا باهتا وسخيفا لجريمة القتل المروعة للطالبتين الفلسطينيتين والشاب السوري، وعلى 3 أعمدة فقط، واكتفت بالقول:

مسلح يقتل فلسطينيتين وسوريا في ولاية كارولينا الشمالية

يبدو، أن إعلامنا المحلي حساس جدا إزاء كل ما يمس الصديق والحليف الأمريكي راعي الإرهاب الأول في العالم، وداعمه ومموله، وينسى القائمون على هذا الإعلام، أن ملايين البشر الذين أبيدوا ويبادون يوميا في العراق وأفغانستان وفلسطين وسوريا ومصر، هم ضحايا هذا الإرهاب.. حتى الطيار الأردني الذي قضى حرقا، ومن قبله الطفل الشهيد محمد أبو خضير، وكذلك ألوف النيجيريين، ومئات ألاف المسلمين في مينمار وغيرها، والذين يلقى بهم أحياء في أخاديد النار الملتهبة هم ضحايا لهذا الإرهاب الذي تنفذ أمريكا مباشرة أو عبر وكلائها العرب والإسرائيليين .. وكل هؤلاء يحرقون بالسلاح الأمريكي، وإن اختلفت الأدوات والأساليب.

لعل "القدس" كانت الأقرب في توصيفها للجريمة.. نعم هي جريمة عنصرية، لكنها إرهاب بكل المقاييس، وإن كان مقترفه فردا... ثم من بعد ذلك يتساءلون بغباء "لماذا تكرهوننا..."؟؟؟!!!!