يبدو أن حياة من نوع جديد بدأت تدب في شباب فلسطين، وبالتحديد في الوسط الشرقي أو ما يسمى بالضفة الغربية، وهي تحمل في داخلها هموم الوطن والمواطنين وتصحيح مسار القضية الفلسطينية. هناك من الشباب من بدأ يدرك أن فلسطين أمانة برقابنا جميعنا، وأن على الشعب الفلسطيني أن يغير ما هو فيه إذا أراد استعادة حقوقه الوطنية الثابتة، وأن على القيادات الفلسطينية أن تتوقف عن الترهات والمتاهات التي أدخلت الشعب فيها.
قام طلاب من جامعة بير زيت بطرد القنصل البريطاني من الحرم الجامعي، وكان في ذلك تعبير عن مدى وعي الشباب بالدور البريطاني الإجرامي ضد فلسطين وشعبها إبان الانتداب البريطاني وبعده، وعن إدراك بضرورة حرص الإنسان على كرامته وعزته، والتعامل مع المعتدين والمتآمرين بلغة لا مهادنة فيها.
وتابع الشباب موقفهم خلال زيارة أوباما الذي لا يتوقف عن دعم الصهاينة في مختلف المجالات والميادين، ولا عن إلحاق الأذى والذل بالفلسطينيين على الرغم مما يقدمه من أموال للسلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية. شباب فلسطين باتوا يدركون أن أموال أمريكا ليست لله وإنما ثمنا لتخلينا عن وطننا. قام هؤلاء الشباب بتشويه صور الرئيس الأمريكي، وأجبروا المسؤولين على إعادة خريطة فلسطين في بيت لحم إلى مكانها الذي انتزعت منه.
هناك من شباب فلسطين من يعمل على متابعة الحركة الشبابية، وهذا حق، وهو عمل وطني هام لما فيه من قوة كبيرة على السياسيين والسياسات التي يقررون اتخاذها. يقوم الشباب في العديد من دول العالم بدور الرقيب على السياسيين والسياسات، ودور المصحح للأخطاء وتصويب المسيرة الوطنية على المستويين الداخلي والخارجي. ومن واجب شباب فلسطين وحقهم أن يكونوا أمناء على وطنهم فيستشعرون الهموم والتجاوزات ويسهرون على راحة المواطنين، والخير دائما في الشباب.
هناك عوامل عدة أثرت على دور الشباب الفلسطيني في حراسة الحقوق الوطنية للشعب وحسن سير الحياة المدنية للناس في كافة أماكن تواجد الشعب. آن للشباب الفلسطيني أن يتقدم نحو الصدارة الآن. وشبابنا يرون مدى التدهور الذي طرأ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعلى مستوى المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني المستمر، وعلى أداء الفصائل الفلسطينية والمواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية والتي أصبحت استراتيجية البحث عن سلام مع إسرائيل بدل استراتيجية ردع إسرائيل.
إنما من المهم أن تحرص حركة الشباب على عدد من الأمور:
1- الابتعاد عن الفئوية الفصائلية الفلسطينية التي أدت في النهاية إلى الاقتتال وتشويه صورة الشعب أمام العالم؛
2- الالتزام بمستوى أخلاقي رفيع لكسب ثقة الناس ولمحو الصورة السيئة التي رسمها بعض الزعران سابقا عن الانتفاضات وعن نضال الشعب الفلسطيني؛
3- الحرص الشديد على التعليم والتصدي لكل محاولة لتعطيل التدريس أو الإساءة إلى المدرسين والمسؤولين عن التربية والتعليم، والوقوف بحزم ضد محاولات الغش من قبل الطلاب، ومحاولات تطوير برامج تعليمية غير وطنية؛
4- تلمُّس هموم الناس المدنية والوطنية والإصرار على معالجتها؛
5- البحث عن سبل الاعتماد على الذات لكي نتخلص من نفسية المتسول