فلسطين- خاص قدس الإخبارية: 100 صورة اختيرت من بين آلاف الصور التي ألتقطها المصور الصحفي أسامة السلوادي على مدار أربعة أعوام للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يجمعها اليوم في كتاب "الختيار" الذي كشف عنه في الذكرى الـعاشرة لاستشهاد أبو عمار.
كتاب الختيار هو كتاب السلوادي الثامن، الذي يتميز بجمعه صور البورترية الخاصة بوجه الشهيد عرفات التقطت بين (2000 -2004) خلال فرض الاحتلال الحصار عليه في المقاطعة وسط مدينة رام الله، ليختتم الكتاب بصور تشييع جثمان.
أسامة السلوادي يقول لـ شبكة قدس، "إن الصور هي ردود أفعال وجه أبو عمار خلال فترة الحصار، وهو حزين، سعيد، وهو يبكي عندما تلقى خبر وفاة شقيقه، وهو في حالة من العصبية عندما علم بإحراق كنيسة المهد.
[caption id="attachment_54081" align="alignleft" width="296"] أسامة السلوادي يقول "إن الصور هي ردود أفعال وجه أبو عمار خلال فترة الحصار[/caption]وأضاف، "أبو عمار كان يفهم ما معنى الصورة، وكان يعطي المصورين الفرصة لتصويره بطريقة حلوة، بتحريك يديه وإظهار انفعاله على وجهه"، لافتا إلى أن المصورين الصحفيين كانوا يلتقطون الصور يوميا لأبو عمار لاهتمام الصحافة العالمية به، "هو خبير بالتعامل مع الكاميرا، وموهوب في إظهار الانفعالات والانطباعات وإفساح المجال للمصورين لالتقاط الصور الجميلة له".
وأكد على أن أبو عمار كان يحب المصورين ويتعامل معهم باحترام، ولم يكن ليغضب أيا منهم، "كان يبتسم لنا ويعطينا الصورة التي نريد دون أن نفكر بها مجرد ما يلتفت إلينا".
وبين السلوادي أنه في ذكرى استشهاد عرفات ووفاء له أطلق هذا الكتاب، الذي طبعه على حسابه وعاتقه الشخصي،" لم أطبعه في دور نشر حتى لا أضع عليه أي اسم تجاري على كتاب يخص أبو عمار".
كتاب الختيار طبع منه (1000) نسخة كلفت السلوادي (25) ألف شيقل، وبين أن الكتاب يختلف شكلا عن كتبه الأخرى بالحجم ونوعية الورق، بحجم (20*24)سم بورق فاخرة وبغلاف بارز.
السلوادي لم يفكر يوما أنه سينشر صور ياسر عرفات في كتاب إلا أن الفكرة راودته منذ عام وتردد في تنفذيها، " كنت أحب تصوير أبو عمار، والتقطت له الكثير الصور، واختيار مئة صورة منهم لم يكن بالأمر البسيط".
وعن اختيار الصور، قال السلوادي "إنه اختار الصور التي تظهر كل حالات الياسر وطريقة نظراته وابتسامته وحزنه وهو بين الناس،" أبو عمار هو إنسان بسيط وعميق، ذي انفعالات مدروسة".
وأضاف "أنا لا أنسى أبو عمار، وما زلت أحبه جدا، فهو أثر فيّ كثيرا وغيابه ظاهر علينا"، متابعا،" أبو عمار بكاني كثيرا عندما صعد للطائرة، فأنا شعرت أنه لن يعود".
وأوضح السلوادي أن كتاب المختار هو رسالة للجيل الفلسطيني الذي لم يعايشه وسمع عنه فقط، "الصورة هي رسالة نفسية وتعبر عن حالة، وبالإعلام الحديث الصورة هي رسالة سياسية ونفسية".
وكان السلوادي أصدر عام 2008 كتاب "الحصار" وثق مرحلة الحصار من الداخل والتي تضمن زيارات الوفود والحياة اليومية للمحاصرين داخل المقاطعة، ومن الخارج حيث صور الدمار وحصار دبابات ومركبات وجنود الاحتلال.