كشفت صحيفة "هأرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أنه بناء على الاطلاع على ملف التحقيق مع أحد قادة حماس في الضفة الغربية ويدعى رياض ناصر يتضح أن التحقيقات المكثفة التي أجراها جهاز (الشاباك) مع الناشط في حركة حماس تثير الشكوك حول صحة إعلان "الشاباك" قبل فترة أن حماس خططت للانقلاب على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبينت الصحيفة أنه بحسب الوثائق التي تحتوي على إفادات ناصر واطلعت عليها من "الشاباك" يتضح أن حماس هيأت نفسها لملئ الفراغ الذي قد ينشأ من انهيار السلطة الفلسطينية من منطلق الفرضية القائلة "إن أيام حكم السلطة الفلسطينية أوشكت على نهايتها".
وتشير الوثائق إلى أن التحقيق مع ناصر تضمن الحديث عن قضايا سياسية لا علاقة لها بما خلص إليه الشاباك، وأن الشاباك فبرك هذه الحكاية بهدف زيادة الضغط على رئيس السلطة محمود عباس.
وقالت الصحيفة "إن ناصر خضع للتحقيق المكثف في زنازين الشاباك 51 يوما متواصلا ومنع خلال تلك الفترة من لقاء محاميه، وتمتد شهادته على مئات الصفحات، وتشير الوثائق إلى أن ناصر تحدث عن وضع حماس في الضفة الغربية بما في ذلك أسماء الناشطين، الوضع السياسي، وعلاقاتها الخارجية".
وقالت الصحيفة إنه "بعد انتهاء التحقيق، وأثناء الحرب على غزة، سارع الشاباك للإعلان بأنه "أحبط شبكة حاولت القيام بانقلاب على السلطة الفلسطينية، لكن بالنظر إلى تفاصيل الإفادة التي أدلى بها يتضح أن الشاباك احتلق المسألة وتعامل مع الموضوع بكثير من المبالغة".
ناصر (38 عاما) من سكان منطقة رام الله، كان يعمل تاجرا، وأكمل تعليمه الجامعي حيث حصل على درجة "الماجستير" وكان مشروع تخرجه يتحدث عن اتفاق أوسلو، وكان معتقلا عدة مرات لدى الاحتلال الإسرائيلي وخضع للاعتقال الإداري، ويدعي الشاباك أن ناصر يقف على رأس حماس في الضفة الغربية.
وتشير الصحيفة إلى أن محققي الشاباك استخدموا كل الحيل المعهودة، حيث تحدث أحد المحققين معه عن حواث الطرق في الضفة الغربية، ومحقق آخر أسمعه أغنية لأريك أينشتاين وترجم له كلماتها، وقال له محقق آخر بأنه حظي على شرف التحقيف مع "شخص قيادي في الحركة"، في حين ناقش آخرون قضايا سياسية، وانتهج قسم من المحققين نهجا عدوانيا.
قسم كبير من الحديث مع رياض كان حول قضايا سياسية من أجل تمضية الوقت حتى يبدأ بالإدلاء بمعلومات، وناقش المحققون معه انتخابات الرئاسة الإسرائيلية وانتخاب ريفلين والوضع في المسجد الأقصى، وقال له المحقق: " الوضع في الأقصى غير مستقر وقابل للانفجار، وأي عملية أو مواجهات يمكن أن يشعلا المنطقة". في حين قال ناصر إن رجل دين يهودي قال له "إن المشاكل بين اليهود والعرب في الاقصى سببها الشاباك".
وأكد محامي ناصر صلاح محاميد أن لائحة الاتهام مضخَّمة كثيراً وأن البنود الحقيقية فيها تتعلق بتشكيل خلية عسكرية في الضفة الغربية وتحويل الأموال من الخارج لا أكثر.