شبكة قدس الإخبارية

(قصة قصيرة) مراهَقَة شرقيّة

خالد عودة الله

سامي: لقد كان قراراً كارثياً، لقد أودى -ذلك الأخرق- باللواء إلى الجحيم.

بني: أعترف بذلك، ولكنّ البدائل كانت سيئة، بالإضافة إلى ذلك، أنظر إلى الجانب الايجابي من الصورة، يُمكننا دائما القول بأنّ الفشل كان بسبب ذلك العربي الأخرق.

سامي: ولكنك أنت شخصيا تتحمل مسؤولية إيصال ذلك العربي الأخرق إلى ذلك المنصب.

بني: عليك الانصراف الآن، فذلك الأخرق على وشك الوصول. (يؤدي سامي التحية العسكرية، ويغادر عربة القيادة والتحكم الميدانية بالقرب من قرية الفالوجة المدمرة)

غسان (وقد انتفخ صدره): تحياتي سيدي.

بني: ما أخبارك "رسان"، وكيف "جراح الشجاعية"؟

غسان (مُمتَعِظا): أنا على ما يرام ...

بني: لقد شاهدت مقابلتك مع العاهرة "يونيت ليفي" على القناة الثانية، لقد كُنت مُندفعا ومنتفخا كديك حبش... إنُك تُعطي انطباعا سيئا عما يجب أن يتمتع به قائد اللواء من اتزان ورصانة، وهذا غير جيد لأمهات الجنود.

غسان: يجب أن يكون قائد اللواء قدوة للجنود، ومثالا للاستعداد للتضحية والبطولة. بني: اسمعني جيدا "رَسان"، ولا تجعلني أندم على تعيينك قائدا للواء.

غسان ( مقاطعا بني): أنت تسيء لي سيدي... هل تحسبني أحمق! فأنا أعرف أنّ الدافع وراء تعييني هو استرضاء للطائفة الدرزية بعد الإقالة المهينة لقائد فرقة الجليل عماد فارس، وفضيحة الجندي مدحت يوسف الذي تَرًكتَه ينزف حتى الموت في نابلس.. فلنتفق بأننا نَلعب على المكشوف.

بني (وقد بدأ يفقد أعصابه): دعك من هذا الهُراء الآن، إني آمرك بأن تبتعد عن مُراهقتك الشرقية، وتوقف الحديث عن البطولة والقدوة، فمن قال لك بأنّ المجتمع الإسرائيلي يكترث ببطولاتك، أمهات الجنود يُرِدّنَ أبناءهن أحياء ونقطة.

غسان: ولكنّ هذا...

بني: للمرة الثانية دعك من مراهقتك الشّرقية، والتزم بتعليماتي.

انتصب غسان واقفا... أدى التحية العسكرية، وخرج مسرعا... دخل إلى جيب "الباجيرو" وحبيبات العرق تلسع بملوحتها أخاديد الشجاعية الغائرة في سحنته المَقلوبة.

===================

- سامي ترجمان قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال وهو من أصول مغريبة.

- بني غانتس: رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال.

- غسان عليان - رسان كما يلفظه اليهود الأشكناز- قائد لواء غولاني وهو درزي.