في مصنع "بلاسون" للعربات المدرعة في كيوبتس "ساسا" والذي يجثم فوق قرية سعسع المدمرة قضاء صفد، ينهمك "نير"، مسؤول تصميم عربة "ديفيد" المدرعة، في تفحص مخططات التصميم. إنّه أمام تحدٍ من نوع جديد، فه اهي مدرعاته، والتي يستخدمها الجيش الأمريكي في أفغانستان، وصمدت دروعها المتقدمة في مواجهة الأسلحة النارية والقذائف الصاروخية والألغام الأرضية، تسقط أمام قناني الدهان التي يقذفها بها أطفال مخيّم قلنديا.
يُمطر الأطفال المدرعة بقناني الدهان، ينتشر الدهان على الزجاج الأماميّ، ويتكفل سائق المدرعة الأحمق بمهمة إكمال عملية الطلاء بتشغيل المساحات، فلا يَعُد يرى شيئا أمامه، وتتجمد المركبة في مكانها. يأتي دور الزجاجات الحارقة... ترتفع درجة الحرارة في جوف "ديفيد" فيشتغل نظام الإطفاء الآلي... يقفز الجنود من المركبة مباشرة إلى حفلة المفرقعات النارية وقد خنقتهم بودرة إطفاء الحريق.
طلب "نير" من قائد "منطقة التماس" في حرس الحدود أن يُرسل له إلى مقر الشركة عربة مدرعة وقد تعرضت حديثا ً للقذف بقناني الدهان، ليتفحصها عن قرب... حَمل "الونش" العربة إلى ورشة "نير"، ومن مخيم قلنديا إلى سعسع كانت نقاط الدهان ترسم على الطريق، الطريق إلى صفد.
(القدس المحتلة 12-8-214)