اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هرئيل"، أن وقف العدوان على غزة في الوقت الراهن يعتبر نهاية بنتيجة تعادل، أو حتى بخسارة في النقاط لـ"إسرائيل"، داعيا القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الاستعداد في حال رفضت "حماس" مقترحات لوقف إطلاق النار لا تحقق مطالبها.
واعتبر "هرئيل" أن ما حصل في حي خزاعة في خان يونس (مقتل 3 جنود أمس بتفجير منزل) يشير بوضوح إلى ماهية المعارك التي تدور في قطاع غزة، التي تسير بتقدم بطيء للقوات التي تقوم بعمليات تمشيط وبحث عن أنفاق هجومية.
وأضاف: "يبذل الفلسطينيون الكثير من الجهود لمباغتة وحدات الجيش على خطوط التماس الطويلة عن طريق تفعيل عبوات ناسفة، وإطلاق قذائف مضادة للدروع ونيران قناصة".
وتابع "حتى الآن قتل في المعارك 32 ضابطا وجنديا، ولا زال جندي آخر في عداد المفقودين، في النقابل قتل من الفلسطينيين بـ700 شخص أكثريتهم مدنيون".
وتابع: "يعمل الجيش بعدوانية في قطاع غزة، وذلك بسبب التهديد المحدق بحياة الجنود، وفي الوقت الذي تتواصل الحرب، لا توجد مؤشرات لتقدم سياسي حقيقي، وذلك رغم القاطرة الجوية من المسؤولين الدوليين الذين يصلون للمنطقة"، مضيفا أن "إسرائيل عمليا، تقف جانبا وترقب الاتصالات بين حماس ومصر".
وقال: "إن تليين مصر لمواقفها بشأن طلب حماس فتح معبر رفح يمكن أن يكون المفتاح للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ويبدو أن الكابينيت والقيادة العسكرية يفضلون وقف الحرب الآن، رغم أنهم لا يقولون ذلك بشكل واضح، إلا أنهم لم يعد في جعبتهم أي جديد".
وأضاف: إذا استجابت حماس للضغوط ووافقت على اتفاق وقف إطلاق نار، أو حتى على هدنة إنسانية طويلة تتبعها مفاوضات، من المرجح ألا تعترض إسرائيل على ذلك".
وتابع "رغم المعطيات التي تشير إلى أن هناك احتمالا كبيرا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ثمة أمران يعقدان الوضع، الأول متعلق بالمصاعب السياسية لرئيس الحكومة، والثاني متعلق بوجهة حماس، وبالأساس حسابات قائد الذراع العسكري، محمد ضيف".
وأضاف: "حتى لو توصلت إسرائيل لاستنتاج بأنه ينبغي إنهاء المواجهة العسكرية بأقصى سرعة ممكنة، فينبغي أن تستعد لإمكانية أن تقرر قيادة حماس الاستمرار في القتال بالرغم من الثمن، في هذه الحالة وبرغم المخاطر من وقوع خسائر بشرية على الجيش أن يكون مستعدا لاتخاذ خطوة حاسمة، حتى لو كان يفضل عدم القيام به".
ومضى قائلا: في ميزان الإنجازات، يحسب للجيش كشف وتدمير أنفاق كثيرة، لكن بالمقابل تسجل حماس إنجازات ذات معنى، أهمها شل حركة الطيران في مطار بن غوريون، كما أنه لا ينبغي الاستخفاف بالأضرار الاقتصادية وبالتأثير النفسي للصواريخ والتي تواصل سقوطها طوال أسبوعين ونصف، دون موعد نهاية باد للعين في اللحظة الراهنة".
وأضاف: إذا كان شل حركة الطيران هو تطور مقلق، فالأنفاق الهجومية لا تقل عن ذلك خطورة، وحماس رغم أنها تنظيم صغير بالنسبة لقوة إسرائيل الهائلة إلا أنها أعدت لنا مفاجأة كبيرة، ورغم عمليات الجيش في غزة، فإن هذا التهديد لم يكن معروفا للجمهور قبل اسبوع، وحتى لمعظم أعضاء الكابينيت، ويتضح أن حماس أعدت خطة قاتلة لليوم الذي تصدر في الأوامر".
وتابع: ورغم الرأي السائد في المنظومة الأمنية بأن الذخر الاستراتيجي الذي أعدته حماس قد تضرر، لكنه في السطر الأخير مقلق، فكشف الأنفاق قوض الشعور بالأمن لسكان محيط غزة كما لدى قيادة الجيش الذي يعرف أن هناك العشرات من الأنفاق الأخرى يجري العمل على إنجازها".