بدا رئيس حكوة الاحتلال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مدينة الخليل اليوم برفقة وزير جيشه "موشيه يعلون" في شكل الصبور الجلد، ويتحلى بالأخلاق التي يجب أن يتحلى بها أي قائد إسرائيلي، إلا انه لم يستطع أن يخفي توتره وعدم ثقته بنفسه من خلال نظراته التي كان يرسلها لوزير جيشه الذي كان يقف بجانبه أثناء حديثه للجمهور الإسرائيلي.
نتنياهو كذب على الجمهور الإسرائيلي من خلال كلامه الذي قال فيه "إن أجهزته تعلم عن عملية الخطف أكثر من قبل عدة أيام"، وهنا رمق وزير الجيش بنظرة ليست طبيعية، وقبله بساعات معدودة خرج متحدث باسم جيش الاحتلال وقال لإذاعة الاحتلال العامة: "إن العملية في الخليل صعبة ومعقدة، وإن عمل الجيش في البحث عن الجنود الأسرى تشبه الحراثة في البحر، فالخاطفون يعرفون جيدا ماذا يفعلون كل يوم".
وطالب "نتنياهو" طالب المجتمع الإسرائيلي بالتحلي بالصبر في مواجهة عملية أسر الجنود الثلاثة، منوها إلى وجود تقدم ما في عملية البحث عنهم وأن عمليات الجيش تجري على مدار الساعة للبحث عنهم وضرب حماس.
وقال إنه "وبموازاة ذلك فعملية المس بحماس التي خطفت مستوطنينا لا زالت مستمرة وقواتنا تعمل بوتيرة عالية لاعتقال النشطاء فقد اعتقلنا أكثر من 50 شخصاً من مفرجي صفقة شاليط يوم أمس وأغلقنا مؤسساتهم وصادرنا أموالهم".
وتوجه نتنياهو للرئيس محمود عباس قائلاً إنه "يأمل منه أن يخرج حماس من حكومته، مشيراً إلى "توحد شعب إسرائيل، وأنه سيعمل كل ما بوسعه لإعادة المخطوفين إلى بيوتهم سالمين".
فلماذا هذا التناقض بين المستويين السياسي والعسكري في التصريحات؟، هذا السؤال يخرج عبر وسائل الإعلام العبرية على لسان الجمهور الإسرائيلي، حيث قال أحدهم في حديث لإذاعة الاحتلال: "إن نتنياهو يطلب منا التحلي بالصبر، وفي الوقت ذاته يحاول أن ياخذنا على قدر عقولنا بتأكيده على أن الجيش يسجل إنجازات على الأرض في جهوده للبحث عن أبنائنا، وفي الوقت ذاته يقول الجيش إنه لم يستطع حتى اللحظة مسك ولو طرف خيط لمعلومة واحدة عنهم".
ويقول آخر في مقابلة مع الإذاعة "نتنياهو يسخر منا، فهو في الوقت الذي يقول فيه إنه بات يعرف عن عملية خطف أبنائنا اكثر مما كان عليه الوضع قبل أيام، يعرض علينا عضلات الجيش وغنجازاته في الميدان باعتقال 50 عنصرا من حماس، وكأن هذا الامر هو الذي نريده في الوقت الحاضر، ولا يعلم ان اول ما نريده هو معرفة مصير أبنائنا وعودتهم إلينا سالمين".
المذيع طرح سؤالا على المتصلين قال فيه "هل تثقون بقدرة الجيش الإسرائيلي على الوصول للجنود الأسرى وإعادتهم إلى أسرهم سالمين؟، قال احد المتصلين "الجيش يعمل ما بوسعه لمعرفة مكان الجنود، لكنه حتى اللحظة لا يعرف إذا ما كانو لا زالو في الخليل أن تم تهريبهم إلى غزة او الخارج، وهذه النقطة تعتبر فشلا ذريعا في القدرات الاستخبارتية الإسرائيلية، وهذا ما اكده عدد من القادة الامنيين، والذين قالوا اكثر من مرة إنهم لا يعرفون ادنى معلومة عن الجنود، ولا يعرفون حتى ما إذا كانوا أحياء أو أموات".
متصل آخر قال في رده على سؤال المذيع "غن الجيش بات يركز في عملياته على ضرب حماس، وأكبر إنجاز حققه حتى اللحظة هو اعتقال قادة حماس الذين كان من المفترض اعتقالهم من قبل وعدم تركهم أحرار".
وأضاف "اتمنى ان يكون رئيس الوزراء ووزير الجيش صادقون في وعودهم بإعادة أبنائنا إلى أسرهم، ونحن لا نشك بقدرة الجيش لكننا لا نثق بكلام السياسيين الذين وقعوا اتفاقيات إطلاق سراح هؤلاء الفلسطينيين مقابل الجندي شاليط، وكانوا قد وعدونا بإعادته إلى أسرته دون مقابل".